التسويق بصناعة المحتوى
التسويق بصناعة المحتوى
0
لننتقل الآن إلى المفهوم الحقيقي للعمل عبر الإنترنت، وإذا كانت هناك عبارة يمكنها أن تشمل كل تلك المجالات المتنوعة، فهي بلا شك التسويق بصناعة المحتوى أيًّا كان نوعه، والتسويق أساسًا عملية قديمة للغاية وجدت حتى في العصر الجاهلي حينما كان الشعراء يجتمعون في سوق عكاظ في منافساتهم الشعرية لجذب الناس الذين سرعان ما يأتي الباعة حولهم ليبيعوا منتجاتهم، والآن فالشَّبَه كبير للغاية لأن محركات البحث تعتمد في أرباحها على الإعلانات التي تأتي عبر جذب النسبة الأكبر من المتابعين الذين ينجذبون إلى المحتوى الذي يبحثون عنه، ولا داعي إلى سرد تلك الخوارزميات الجبارة التي نشهدها حاليًّا.
إذًا فالأمر عبارة عن دورة مستمرة تبدأ بوجود منصة كمحرك البحث أو وسائل التواصل، ثم إضافة محتوى على تلك المنصة، وبالتالي ينجذب عدد لا بأس به من الجمهور إلى ذلك المحتوى، وهنا يمكن للمعلنين استغلال ذلك بالإعلان عن منتجاتهم، وهكذا، وهناك أربعة أنواع رئيسة، وهي كالآتي: تسويق وبيع منتجاتك الخاصة، أو تسويق منتجات الآخرين، أو الإعلانات، أو العمل بشكل مستقل Freelance.
وعن النوع الأول، فهو ببساطة تجارة لمشروعك الخاص والاستفادة مما يوفِّره الإنترنت كصغر حجم رأس المال والوصول إلى العملاء، ويهيمن ذلك النوع بشكل خاص في مواقع التسوق الإلكتروني (أشهرها أمازون)، كما أن طبيعة المنتجات قد تكون مادية معروفة كالأجهزة الإلكترونية أو الأدوات الشخصية، وقد تكون رقمية مثل بيع الكتب الإلكترونية أو البرامج أو تقديم الدورات التدريبية، ولعلَّ أشهر المنصات العربية، والوحيدة تقريبًا، هي منصة إسناد التي توفر بيئة جيدة لبيع المنتجات الرقمية.
الفكرة من كتاب دليلك المختصر لبدء العمل عبر الإنترنت
في الوقت الذي غزا فيه الإنترنت العالم أجمع، لا شك أن هناك إيجابيات تمثَّلت في استحداث مجالات عمل جديدة كلها تندرج تحت عنوان “التسويق”، فمحرِّكات البحث ووسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكتروني كلها تربح من فكرة صناعة المحتوى بالتسويق، ومن تلك الفكرة جاء أساس العمل الحر عبر الإنترنت بمختلف تفرُّعاته المتعلِّقة بكتابة المحتوى والتصميم والتسويق والبرمجة وما إلى ذلك.
ولم يعد ذلك المجال مجرد وضع جديد منحصر، وإنما أصبح قوة اقتصادية تصل إلى نحو 40% من القوى العاملة في دولة كالولايات المتحدة، إضافةً إلى ذلك فهو يُعدُّ فرصة حقيقية يستطيع بها الإنسان تحسين وضعه المادي وتنويع مصادر دخله مع صعوبة الحصول على الوظائف التقليدية في عالمنا العربي، إذًا فكيف تبدأ في هذا المجال؟
مؤلف كتاب دليلك المختصر لبدء العمل عبر الإنترنت
عمرو النواوي: هو مؤلف وخبير تقنية مصري، ومؤسس شركة سطور، عمل في مجال التسويق الإلكتروني في بداياته المبكرة منذ عام 2008، وهو حاصل على بكالوريوس المحاسبة من جامعة عين شمس.