أهمية الاستقلال المادي
أهمية الاستقلال المادي
يعد (س) شخصًا ضمن نسبة الثمانين بالمئة الذي يعملون في وظيفة لا يحبونها بأدوار لا يحبِّذونها وحياة لم تكن كالتي تمنَّوها، والمشكلة ليست في فكرة الروتين حيث الاستيقاظ صباحًا وارتداء الملابس الرسمية ثم الانهماك في الطريق وزحام المواصلات وعقله مشغول بأشياء كمهام متأخرة أو خشيته من التأخر في الأساس حتى لا يتعرض للتوبيخ، ولا حاجة لنا في وصف العمل الإلزامي بما يتضمنه من ساعات مقررة لا يمكن تغييرها وراتب ثابت، وكذلك إجازات محددة، فهذه التوليفة تساعد بشكل فعال على التأثير السلبي في الحياة الشخصية والعلاقات الاجتماعية للمرء ما لم تخضع لأسس معينة، ويشبه الأمر حلقةً مفرغة يتحول فيها الإنسانُ إلى آلة دائمة الانشغال!
وليس القصد هنا التنفير التام من هذا النوع من العمل خصوصًا أنه أساسي في أي حياة يعيشها المجتمع، فالطبيب والمهندس والمعلم وغيرهم لن يكون مناسبًا لهم العمل عن بُعد بشكل كامل، كما لا يعني التقليل من الشأن أو تعميم الذِكر لأولئك الذين تمكَّنوا من فرض نظام متوازن بين الحياة الشخصية والعمل والإنتاج الشخصي، وإنما المُستهدَف هو أولئك الذين يعيشون حياةً دائمة التوتُّر مع اختلال ميزان النجاح الذي يتمثل في اعتبار العمل جزءًا من الحياة لا الحياة بأكملها، وبذلك فالهدف هو محاولة تقليل التوتر، خصوصًا التوتر المالي، والاستفادة من ذلك النوع الجديد من العمل حتى لو كان ثانويًّا.
بهذا يمكن الانتقال إلى حياة الشخص (ص)، وهو الذي يعمل بشكل حر عن بُعد، وليس ذلك المجال بسيطًا في بدايته، إنما يحتاج إلى قرار جريء وخصوصًا مع الإمكانات المحدودة حتى يصل إلى ذلك النوع من العمل الخالي من الكثير من الالتزامات التي تؤثر سلبًا فيه، وقد كان رأس ماله يتمثل في بعض الأفكار لبدء العمل المستقل على الإنترنت، إذًا فقد أصبح للاستقلال المادي تعريفٌ آخر يرتبط بعدم الاعتمادية الكاملة على شركة أو مؤسسة تتحكَّم في ظروف موظفيها.
الفكرة من كتاب دليلك المختصر لبدء العمل عبر الإنترنت
في الوقت الذي غزا فيه الإنترنت العالم أجمع، لا شك أن هناك إيجابيات تمثَّلت في استحداث مجالات عمل جديدة كلها تندرج تحت عنوان “التسويق”، فمحرِّكات البحث ووسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكتروني كلها تربح من فكرة صناعة المحتوى بالتسويق، ومن تلك الفكرة جاء أساس العمل الحر عبر الإنترنت بمختلف تفرُّعاته المتعلِّقة بكتابة المحتوى والتصميم والتسويق والبرمجة وما إلى ذلك.
ولم يعد ذلك المجال مجرد وضع جديد منحصر، وإنما أصبح قوة اقتصادية تصل إلى نحو 40% من القوى العاملة في دولة كالولايات المتحدة، إضافةً إلى ذلك فهو يُعدُّ فرصة حقيقية يستطيع بها الإنسان تحسين وضعه المادي وتنويع مصادر دخله مع صعوبة الحصول على الوظائف التقليدية في عالمنا العربي، إذًا فكيف تبدأ في هذا المجال؟
مؤلف كتاب دليلك المختصر لبدء العمل عبر الإنترنت
عمرو النواوي: هو مؤلف وخبير تقنية مصري، ومؤسس شركة سطور، عمل في مجال التسويق الإلكتروني في بداياته المبكرة منذ عام 2008، وهو حاصل على بكالوريوس المحاسبة من جامعة عين شمس.