العمالة
قبل النظام الحالي كانت المملكة تعتمد بشكل كبير على العمالة الأجنبية في مختلف مجالات العمل كالهنود والفلبينيين وجنسيات أخرى من العرب أيضًا، والكاتب يذكر مثلًا أن المملكة وحدها يعيش فيها ما يقارب مليون فلبيني وهم بارعون في أعمال عديدة وبخاصةٍ مهنة البحارة، كما أنهم يجيدون اللغة الإنجليزية ويتيح بلادهم فرصة الحصول على تدريب فني في عمر مبكر وبخاصةٍ صيانة وهندسة السفن والطرق، وهذا ما جعلهم يحتلون الصدارة في مثل هذه الأعمال، ولربما يبدو الرقم صادمًا للبعض إلا إنهم يشكلون نحو 20% من إجمالي البحارة في العالم والبالغ عددهم مليونًا ونصفًا فقط!
ليس البحارة فقط ولكن الممرضات الفليبينيات أيضًا حيث تبلغ نسبتهم 23% من عدد الممرضات في العالم، وذلك أيضًا لما تتيحه بلادهم من فرص تدريب وتأسيس مبكر على مثل تلك المهن التي لا يبرع فيها غيرهم، هذه البراعة جعلت أحد المواطنين يشعر وكأنه فقد يديه بعد أن تركه عاملاه الفلبينيين ورحلا!
الهنود أيضًا يمثلون قطاعًا كبيرًا من العمالة إلا إن معاملتهم لا تتم بصورة جيدة في أغلب الحالات وبخاصةٍ التي يعمل فيها سائقو شاحنات على رغم ما لهذه المهنة من تحديات ومخاطر، فمثلًا يتقاضى أحدهم مبلغًا يرسله إلى أبنائه وزوجته في بلده الأم، إلا إنه يتمنَّى لو ينعم بنوم متواصل، ولكنه لا يستطيع لعجلة مديره الدائمة! أحدهم قال للسائق الذي يعمل عنده والذي يتقاضى مبلغًا زهيدًا ثابتًا طيلة عشرة أعوام، إضافةً إلى حادثين مروريين أثناء العمل أدَّى إلى انحناء ظهره، يقول له رئيسه: “يجب أن تشكرنا لأننا سمحنا لك بالعمل لدينا انظر إلى انحنائك، إذا كرَّرت المحاولة فسوف أطردك من الشركة”!
إن احترام العنصر البشري العامل من الديانة وسواء الفلبينين الذين يجب أن تعلم منهم أو الهنود الذين يجب أن نرأف بهم فإنه وجود هؤلاء وهؤلاء مهم ليحصل التكافل بيننا.
الفكرة من كتاب كِخَّة يا بابا
خلال سنوات عديدة قضاها الكاتب في السفر وفي الدراسة خارج المملكة، وعن طريق مقارناته
وكتاباته اليومية الخاصة خلال تلك الفترة يسلِّط الضوء على أبرز القضايا الاجتماعية التي تميَّزت فيها بلاد وجنسيات أخرى مختلفة عن المجتمع السعودي، وذلك من خلال أسلوب نقدي محاولًا الوصول إلى أصل المشكلة، مع تذييل مقالاته في النهاية بتعليقه الخاص أو بتقديم نصيحة عامة أو حلول مقترحة.
مؤلف كتاب كِخَّة يا بابا
عبدالله المغلوث: كاتب أسبوعي في جريدة الوطن حصل على ماجستير في تقنية المعلومات بكالوريوس في التسويق والإعلام من خلال دراسته في جامعات أمريكا وعمل في العديد من الصحف والمجلات السعودية، وله عدة مؤلفات:
الصندوق الأسود: حكايات مثقفين سعوديين.
مضاد حيوي لليأس: قصص نجاح سعودية.
أرامكويون: من نهر الهان إلى سهول لومبارديا.