الاضطرابات النفسية لدى المرأة
الاضطرابات النفسية لدى المرأة
تعاني المرأة العديد من الاضطرابات النفسية أولها كَدَر ما قبل الدورة الشهرية، وهذه حالة قديمة قدم وجود المرأة على الأرض، وما زال هناك خلاف حول اعتبارها اضطرابًا نفسيًّا، فالبعض يراها حدثًا شهريًّا فسيولوجيًّا يحدث للمرأة، والدورة الشهرية في العموم لها ارتباطات عميقة بالمفاهيم الثقافية والدينية، وهناك اختلاف في الأبحاث حول مدى انتشار كدر ما قبل الدورة، حيث وجد أن هناك 40 في المائة من النساء يعانين من بعض الأعراض، في حين أن نحو 2 إلى 10 في المائة من النساء يحتجن إلى مساعدة طبية للتغلُّب على الأعراض التي تسبق الدورة، وتبدأ الأعراض في الزوال مع نزول الدورة أو بعد نزولها بأيام قليلة، وهذه الأعراض هي مزاج مكتئب، وقلق وتوتر، وتغيرات سريعة في المشاعر؛ فتجدها تبكي فجأة، وأيضًا يعروها غضب وزيادة في الصراعات الشخصية، وتغير واضح في الشهية للطعام؛ وهناك أعراض جسمانية مثل آلام وتورُّم في الثدي، وصداع، وآلام بالمفاصل، وكل هذا يؤثر بوضوح في نشاطات المرأة كالعمل والدراسة، وهناك عوامل بيولوجية تفسر حدوث ذلك؛ حيث وجد زيادة في معدل الإستروجين، ويؤثر ذلك في المخ والغدد الصماء، ووُجِد أيضًا نقص في مستوى الإندورفين؛ ويؤدي هذا إلى زيادة القابلية للألم بأنواعه، وفي غالبية الحالات لا تحتاج المرأة إلى علاج طبي، وإنما تحتاج إلى مساندة ودعم من المحيطين بها، وأن تتقبَّل هذا الحدث كحدث طبيعي للتكاثر والحياة.
وهناك أيضًا حالة مرضية شائعة تسمى هجمات الهلع، وهي نوبة هلع نتيجة اضطراب مفاجئ، ومن شدة المفاجأة لا تستطيع المريضة أن تحدِّد نوعية بداية الاضطراب؛ أهو في جهازها النفسي أو في أعضاء جسدها، وكل ما تذكره هي أن دقات قلبها أصبحت سريعة جدًّا، وأن التنفس أصبح قصيرًا، والجسد أصبح باردًا، ولا تستطيع المريضة عمل أي شيء في هذه الحالة، لذلك تحاول أن تحتمي بمن حولها، وتبقى المريضة خائفة دائمًا من تكرار هذه الحالة، فيصاحب حالتها هذه اضطراب آخر يُسمَّى رهاب الساحة؛ أي الخوف من الخروج إلى الأماكن العامة خشية حدوث هجمات الهلع، والسيدات التي تنتابهن هذه الحالة لا يستطعن التحدث عن مشاكلهن النفسية، ولا يستطعن أبدًا تناول الأدوية الموصوفة لهم، وأجمعن أنهن يحتجن في مثل هذه الأوقات إلى طمأنة إنسانية؛ أن يكون الناس حولها يساندونها، وليس إلى طمأنة كيميائية.
الفكرة من كتاب الصحة النفسية للمرأة.. قصص واقعية من العيادة النفسية
هل هي مجرد مصادفة أن أغلب المتردِّدات على العيادات النفسية من النساء؟ أم أن هناك عوامل متعددة تدفع بهن أن يشكِّلن 60 إلى 70 في المائة من المتردِّدات على تلك العيادات؟ هل السبب هو التكوين البيولوجي للمرأة ذو الإيقاع المتغير؟ أم بسبب الوضع الاجتماعي للمرأة الذي يضعها تحت ضغوط مستمرة ومتعددة؟ ما الاضطرابات الأكثر شيوعًا لدى المرأة المعاصرة؟ وما أسبابها المحتملة؟ وما وسائل علاجها والوقاية منها؟
كل تلك التساؤلات وغيرها يجيب الكاتب عنها مستعينًا بخبرته والقصص الواقعية.
مؤلف كتاب الصحة النفسية للمرأة.. قصص واقعية من العيادة النفسية
محمد عبدالفتاح المهدي: معالج نفسي، واستشاري علاج زواجي، وحاليًّا أصبح رئيسًا لقسم الطب النفسي بجامعة دمياط، وله العديد من المؤلفات، منها:
الصحة النفسية للطفل.
سيكولوجية الدين والتدين.
فن السعادة الزوجية.
البناء النفسي للمسلم المعاصر.