سيكولوجية المرأة
سيكولوجية المرأة
المرأة كائن غامض شديد التقلُّب، وتسعد بهذا الغموض لأنها اكتشفت أنه يزيدها سحرًا، ويزيد انشغال الرجل بها، ويرى الكاتب أنه لا يمكن فهم المرأة نفسيًّا إلا من خلال فهمها بيولوجيًّا، فعلى الرغم من غموض المرأة نفسيًّا، فهي شديدة الوضوح بيولوجيًّا، مهما حاولت إخفاءه، فهي أضعف عضليًّا من الرجل، وفي حالة بلوغها يسيل دم الدورة شهريًّا مصحوبًا بتغيرات نفسية وجسدية لا يمكن إخفاؤها، والحمل والولادة والأطفال ظاهرة ملتصقة بالأم، وكرد فعل لهذا الفضح البيولوجي تميل المرأة السوية إلى التخفي والتستر، وما الخجل الفطري لدى المرأة إلا رغبة في الابتعاد عن العيون المتأملة لتلك المظاهر البيولوجية، ويتبع صفة التستُّر صفة أخرى تبدو مناقضة لها ولكنها مكملة إياها، وهي التظاهر، فالمرأة تريد أن تزين ظاهرها ليتلهَّى به الجميع، ويكون التظاهر على المستوى النفسي أيضًا، فمثلًا تميل المرأة إلى الكذب لتظهر صورة أفضل عن نفسها، وأيضًا تحاول إخفاء جزء كبير من مشاعرها، وهذا عكس طبيعتها، وإحساسها بضعفها وأنوثتها يجعلها تفضِّل موقف الانتظار، فلا تقوم بالتعبير الصريح ولا تسمح لرغباتها بالظهور الفج كما يفعل الرجل.
وتميل المرأة أكثر نحو الأقوى والأجمل، وهي مدفوعة إلى ذلك بالفطرة، ولو قبلت بغير ذلك لتدهورت السلالات البشرية، وقد تبدو هذه الصفة انتهازية في نظر الرجل، إلا إنها تدفعه ليكتسب مصادر القوة كالصحة والمال، ومصادر الجمال كالأخلاق والسلوك، ويصب هذا في النهاية في مصلحة الجنس البشري، ورغم ذلك فهناك استثناءات تقبل فيها المرأة الاستمرار مع الأضعف، ويكون ذلك بدافع الشفقة والأمومة مثلًا، أو تكون مضطرة إلى ذلك، والمرأة حين تقاوم فطرتها مضطرة، يظهر ذلك عليها في صورة اضطرابات نفسية وجسمانية متعددة.
ومن لا يفهم صفة التقلب لدى المرأة يحار كثيرًا أمام تغير أحوالها ومشاعرها وقراراتها، وبالتأكيد توجد هذه الصفات عند غالبية النساء، وتبقى هناك استثناءات، ولكنها لا تنفي القاعدة، بل تؤكدها، ولا يمكن الحديث عن المرأة دون الحديث عن الأمومة، فهي من أقوى الغرائز لدى المرأة السوية، فطبيعة المرأة مهيأة لأن تتحمَّل الآلام من أجل أبنائها وزوجها، وتعطي كثيرًا وتأخذ قليلًا، وتكون سعيدة بذلك ولا تطلب أي مقابل.
الفكرة من كتاب الصحة النفسية للمرأة.. قصص واقعية من العيادة النفسية
هل هي مجرد مصادفة أن أغلب المتردِّدات على العيادات النفسية من النساء؟ أم أن هناك عوامل متعددة تدفع بهن أن يشكِّلن 60 إلى 70 في المائة من المتردِّدات على تلك العيادات؟ هل السبب هو التكوين البيولوجي للمرأة ذو الإيقاع المتغير؟ أم بسبب الوضع الاجتماعي للمرأة الذي يضعها تحت ضغوط مستمرة ومتعددة؟ ما الاضطرابات الأكثر شيوعًا لدى المرأة المعاصرة؟ وما أسبابها المحتملة؟ وما وسائل علاجها والوقاية منها؟
كل تلك التساؤلات وغيرها يجيب الكاتب عنها مستعينًا بخبرته والقصص الواقعية.
مؤلف كتاب الصحة النفسية للمرأة.. قصص واقعية من العيادة النفسية
محمد عبدالفتاح المهدي: معالج نفسي، واستشاري علاج زواجي، وحاليًّا أصبح رئيسًا لقسم الطب النفسي بجامعة دمياط، وله العديد من المؤلفات، منها:
الصحة النفسية للطفل.
سيكولوجية الدين والتدين.
فن السعادة الزوجية.
البناء النفسي للمسلم المعاصر.