التنويم المغناطيسي
التنويم المغناطيسي
التنويم المغناطيسي له جذور في الشعوب البدائية، ويرجع تاريخه الحديث إلى القرن الثامن عشر على يد الطبيب النمساوي فرانر ميسمر، الذي بدأ التنويم المغناطيسي ببداية بعيدة عن المنطق والعقل أثرت تأثيرًا كبيرًا في عدم قبول الوسط العلمي للتنويم المغناطيسي فيما بعد، حيث ابتدع فكرة “المغناطيسية الحيوانية” التي تقول بوجود سائل غامض في الكائنات الحية يربط بينها، واحتباس هذا السائل يؤدي إلى المرض، وإعادة السائل من خلال التنويم المغناطيسي إلى التدفُّق الصحيح يؤدي إلى الشفاء، وانتشر مصطلح الميسمرية، وهو أصل فعل mesmerise بمعنى ينوِّم مغناطيسيًّا.
استخدم التنويم المغناطيسي معالجون نفسيون كانوا مقتنعين بالدور الذي يلعبه العقل الباطن في صحة الجسد، مثل فرويد الذي استخدمه للكشف عن المشكلات النفسية وحلها، وإريكسون الذي استخدم أساليب إيحائية غير مباشرة، وكان يردِّد عبارات حقيقية ليحصل على ثقة المرضى.
في التنويم المغناطيسي يصبح الأشخاص أكثر قابلية للإيحاء وأكثر تأثرًا بتحريف الواقع وفقدان الذاكرة والهلاوس والشعور بفقد السيطرة على سلوكهم، وتفسَّر هذه التأثيرات بانفصال أجزاء الوعي بعضها عن بعض، ولذلك يمكن أن يستجيب العقل الواعي للإيحاءات دون علم الذات الواعية.
يعالج التنويم المغناطيسي مشكلات نفسية مثل الإدمان والرهاب واضطرابات الأكل، ويؤثر في درجة حرارة الجسم وتدفق الدم، ويؤثر في استجابات مناعية مرتبطة بالتوتر وتقليل الالتهاب، ويعالج القولون العصبي واضطرابات الجهاز الهضمي، ويساعد ٧٠- ٨٠٪ من المرضى الذين فشلت معهم العلاجات الأخرى، ويقلِّل من زيارات المريض للطبيب وتستمر فوائده مدة طويلة، وتعترف النقابات الطبية والإدارية البريطانية والأمريكية بالتنويم المغناطيسي كعلاج طبي مشروع.
الفكرة من كتاب شفاء: رحلة في علم سيطرة العقل على الجسد
تعرض الكاتبة رحلتها في البحث عن دور العقل في شفاء الجسد ومقابلتها للعديد من العلماء وزيارتها لمعاملهم وما نتج عن التجارب والدراسات من نتائج علمية مفاجئة قوبلت بالرفض وعدم التمويل بسبب سيادة الطب التقليدي والاعتماد الصارم على النتائج المادية وإغفال الجانب النفسي والإنساني، وما لشركات الأدوية من مصلحة في رفض كل علاج قد يؤدي إلى التقليل من استخدام العقاقير، هيا بنا نتابع كيف يمكن تسخير العقل لشفاء الجسد.
مؤلف كتاب شفاء: رحلة في علم سيطرة العقل على الجسد
جو مارشانت: كاتبة بريطانية ولدت في لندن عام (١٩٧٣) حاصلة على درجة البكالوريوس في علم الوراثة وعلى درجة الدكتوراه في علم الجينات والميكروبيولوجيا الطبية، وتعمل في الصحافة العلمية ومتحدثة في التليفزيون والراديو وعملت محررة في صحيفة “نيو ساينتست” وصحيفة “نيتشر”، من مؤلفاتها “ملك الظل: الحياة الآخرة الغريبة لمومياء الملك توت” و”فك رموز السماء”.
معلومات عن المترجمة:
دينا عادل غراب: خريجة كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية جامعة القاهرة، وحاصلة على ثلاثة دبلومات في الترجمة واللغويات التطبيقية والترجمة القانونية ولغة الأمم المتحدة، عملت مدقِّقة في الجمعية المصرية لنشر المعرفة والثقافة العالمية، ومحررة في شركة إيجيبت لينكس، ومترجمة فيديو، وتعمل حاليًّا مترجمة في مؤسسة هنداوي وقامت بترجمة (١٦) كتابًا، منها “أيام في بورما”، و”العودة من العالم الآخر”، و”حكايات هانس أندرسن الخيالية”.