الإشراط
الإشراط شكل من أشكال التعلم، يعني الاستجابة الجسدية لإشارة ذهنية، اكتشفه العالم الروسي إيفان بافلوف في تجاربه على سيلان لعاب الكلاب حيث لاحظ بأنها ربطت بين وجوده (إشارة ذهنية) وبين الطعام، حيث كان يسيل لعابها (استجابة جسمية) عند دخوله الحجرة سواء كان معه طعام أم لا، وتدل هذه النتيجة على أن الجسم لا يستجيب عشوائيًّا للأحداث وإنما يستعد مسبقًا من خلال الإشارات السيكولوجية لتهيئتنا للطعام أو ممارسة الجنس، أو يهيئنا لحماية أنفسنا من خلال الاستعداد للهرب من الخطر أو تجنُّبه.
يمكن أن تحدث تأثيرات البلاسيبو من خلال الإشراط وذلك بالربط بين الدواء وتأثيراته، وعندما نتعاطى دواء مثله أو شبيهًا له نشعر بنفس التأثيرات، ويمكن للأطباء استخدام الإشراط لتعزيز فاعلية الأدوية الوهمية، ما يؤدي إلى تقليل جرعات الأدوية الحقيقية للمرضى، وهذه الارتباطات لا تقتصر على الأعراض الذاتية، بل بإمكانها التأثير في المناعة من خلال أن يصبح المخ سلاحًا في معركة الجسم ضد المرض، حيث يتصل المخ والمناعة ويتعاونان معًا لحمايتنا من الأمراض، فتؤثر العوامل النفسية في استجابة المناعة، وتؤثر إفرازات المناعة في المخ، مثل أن تجعل الفرد في حالة كسل حين يمرض ليلازم الفراش، وفي حالة زراعة الأعضاء قد يؤدي الإشراط إلى تثبيط جهاز المناعة وتقليل جرعات الأدوية، ما يسهم في التقليل من أعراضها الجانبية الخطيرة، وتقليل جرعات الأدوية في أمراض المناعة الذاتية والسرطان، ويطلق على هذا الإجراء وصف “تقليل الجرعة باستخدام الدواء الوهمي”، ويوفر الكثير من تكاليف الرعاية الصحية.
الفكرة من كتاب شفاء: رحلة في علم سيطرة العقل على الجسد
تعرض الكاتبة رحلتها في البحث عن دور العقل في شفاء الجسد ومقابلتها للعديد من العلماء وزيارتها لمعاملهم وما نتج عن التجارب والدراسات من نتائج علمية مفاجئة قوبلت بالرفض وعدم التمويل بسبب سيادة الطب التقليدي والاعتماد الصارم على النتائج المادية وإغفال الجانب النفسي والإنساني، وما لشركات الأدوية من مصلحة في رفض كل علاج قد يؤدي إلى التقليل من استخدام العقاقير، هيا بنا نتابع كيف يمكن تسخير العقل لشفاء الجسد.
مؤلف كتاب شفاء: رحلة في علم سيطرة العقل على الجسد
جو مارشانت: كاتبة بريطانية ولدت في لندن عام (١٩٧٣) حاصلة على درجة البكالوريوس في علم الوراثة وعلى درجة الدكتوراه في علم الجينات والميكروبيولوجيا الطبية، وتعمل في الصحافة العلمية ومتحدثة في التليفزيون والراديو وعملت محررة في صحيفة “نيو ساينتست” وصحيفة “نيتشر”، من مؤلفاتها “ملك الظل: الحياة الآخرة الغريبة لمومياء الملك توت” و”فك رموز السماء”.
معلومات عن المترجمة:
دينا عادل غراب: خريجة كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية جامعة القاهرة، وحاصلة على ثلاثة دبلومات في الترجمة واللغويات التطبيقية والترجمة القانونية ولغة الأمم المتحدة، عملت مدقِّقة في الجمعية المصرية لنشر المعرفة والثقافة العالمية، ومحررة في شركة إيجيبت لينكس، ومترجمة فيديو، وتعمل حاليًّا مترجمة في مؤسسة هنداوي وقامت بترجمة (١٦) كتابًا، منها “أيام في بورما”، و”العودة من العالم الآخر”، و”حكايات هانس أندرسن الخيالية”.