الصين من المجاعة إلى الاكتفاء الذاتي
الصين من المجاعة إلى الاكتفاء الذاتي
إن لدى الصين أدنى نسبة من الأراضي الصالحة للزراعة، ومع ذلك تُصنف في المرتبة الأولى من حيث الإنتاج الزراعي! يكمن السر وراء ذلك في أن عدد سكان المناطق الريفية في الصين يقدر بنحو (تسعمئة وأربعين مليون نسمة) إلى جانب إنفاق الحكومة نحو 42 مليار دولار للاستثمار في البنية التحتية الزراعية، فبالعودة إلى الثمانينيات، مثلت عملية الإصلاح الصينية قفزة نوعية لفئة الفلاحين، إذ كانت الأرياف مسرحًا شاهدًا على إصلاحات السوق، وذلك عبر إزالة ضوابط السيطرة على الأسعار، فسمحت الحكومة للفلاحين بممارسة العمل لمصلحتهم، فتمكنوا من زراعة الأرض عدّة مواسم، والحصول على عائدات إضافية، وهو ما كان محظورًا في عهد الشيوعية والزعيم ماو، ومن ثمَّ فإنه خلال عدد أعوام يعد على أصابع اليد الواحدة تم تحقيق رقم قياسي للمحاصيل، ولم تعُد الأرياف مجرد قرى، بل صارت مراكز للتجارة والمبادلات، إضافة إلى ذلك فإن الصين تتبوأ المركز الأول في إنتاج لحم الخنزير، والمركز الثاني في إنتاج لحوم الدجاج، والمركز الثالث في إنتاج لحم البقر، كما ضاعفت من إنتاج الحليب والبيض.
يشتهر الصينيون بأنهم يأكلون كل شيء وأي شيء، لذلك فإن تدفق التسويق الغربي والطعام الغربي إلى الصين أدى إلى تغيُّر في النظام الغذائي الصيني الذي كان يعتمد في الأساس على الأرز والخضراوات، وقد أسهم هذا التحوُّل في تنامي قطاعات جديدة في الزراعة، مثل زيادة حصة الصين إلى 40% من إنتاج البطاطس لإشباع الطلب المتزايد على “البطاطس المقلية” التي شاع تناولها مع دخول محال ماكدونالدز إلى السوق الصينية، وفي مقابل ذلك انخفض إنتاج الأرز من 37% إلى 27%، مع زيادة في إنتاج اللحوم والسمك، إذ إن الفلاحين يريدون الحصول على عائد كبير بأي ثمن، ومن ثمَّ نجد أنه لا يوجد بلد تبنَّى منافع التقدم مثل الصين، فهي تُنتج البذور المعدلة جينيًّا، إلى جانب أنها تمتلك ما يعادل 11% من الأرض العضوية الصالحة للزراعة في العالم، فكثير من الحبوب والنباتات العضوية كعباد الشمس والقطن والفاصولياء في القريب العاجل سوف تغزو العالم، فالصين التي كان إنتاجها العضوي صفرًا عام 1994، كانت مبيعاتها عام 2003 من الإنتاج العضوي نحو 3 مليار دولار.
الفكرة من كتاب مارد في الصين
ما زالت الصين منذ ثلاثة عقود مضت البلد الأسرع نموًّا في العالم بمعدل من الادخارات والاستثمار فاق نسبة 35%، واحتياطيات من النقد الأجنبي هي الأعلى في العالم، ومن ثمَّ يمكن القول إن الصين أصبحت راسخة القدم، ومؤهلة لأن تكون أهم دولة في مستقبل الجنس البشري، فكما كان القرن التاسع عشر قرن إنجلترا، والقرن العشرين كان ملكًا للولايات المتحدة الأمريكية، فإن القرن الحادي والعشرين من نصيب الصين لتضع قواعد اللعبة في العالم وتنفرد بالسيطرة، إذ بالنظر إلى الصين في العصر الحالي، يمكن أن نرى مُتسعًا فسيحًا من النمو أمام صناعتها، يشمل ذلك التقانة والطاقة والكهرباء، والسياحة، والتعليم، والصحة، والزراعة، والبنية التحتية، ولكي تجد الطريق كما وجده الصينيون، فكل ما عليك فعله، هو الأخذ بالمثل الصيني القائل: “إذا أردت معرفة الطريق أمامك، فما عليك سوى سؤال الذين سبق أن قطعوه من قبل”، وهذا ما يفعله المؤلف في هذا الكتاب.
مؤلف كتاب مارد في الصين
جيم روجرز، رجل أعمال أمريكي، وعضو مؤسس في شركة Quantum بصحبة رجل الأعمال الشهير جورج سوروس، كما أنه خبير اقتصادي ومستثمر مميز، فاجأ الجميع بتقاعده في سن السابعة والثلاثين، ومنذ ذلك الوقت قضى بعض وقته أستاذًا للتمويل في كلية الأعمال في جامعة كولومبيا، ومن كتبه:
السلع الأكثر تداولًا.
الرأسمالي المغامر.
سائق عجلة الاستثمار.
معلومات عن المترجم:
أيمن طباع، مترجم سعودي، من ترجماته:
مارد في الصين.
تعلم المحتوى: التعليم الاستراتيجي لتعلم استراتيجي.