الشركات الصينية الواعدة
الشركات الصينية الواعدة
إن أي سوق مالية لا يمكن أن تكون واعدة إلا إذا كانت الشركات المدرجة فيها بدورها واعدة أيضًا، وهذا ما نجده في سوق شنغهاي، ففي الصين لا يتم استخدام لفظ “بطل قومي” للإشارة إلى رياضي فاز بإحدى الجوائز العالمية فحسب، بل هي علامة تشير بها الحكومة الصينية إلى الشركات النامية محليًّا، ولها القدرة على دخول مضمار المنافسة العالمية، وتضع بصمة شعار الصين في جميع أرجاء العالم! فكثير من الناس سمعوا عن شركات صينية مثل “هاير Haier” وهي رابع أكبر منتج للأجهزة المنزلية في العالم، وشركة “لينوفو Lenovo” مصنعة الحواسيب الشخصية والكمبيوتر، وشركة “هواوي Huawei” للهواتف الذكية والتقانة، فهؤلاء في نظر الصين أبطال قوميون، إلا أن هذه الشركات المعروفة ما هي إلا رأس جبل الجليد الظاهر لنا! أمّا عن العلامات التجارية المتعلقة بحاجيات المنازل من البقالة، فسوف تلحظ عبارة “LIANHUA” على أكياس البلاستيك أو الورق، وهي علامة تجارية لها عدد من الزبائن ما يفوق خصومها مثل “كارفور”! إذ إن آخر إحصاء لهذه العلامة، التي بدأت بمتجر يتيم في شنغهاي، بلغ نحو 3716 متجرًا يبيع مختلف أصناف البقالة!
لقد أصبحت الصين تنأى بنفسها بعيدًا عن صناعة الحقائب المقلدة وكراسي الأطفال والألعاب، إذ توجهت إلى المنتجات ذات القيمة الأعلى كمنتجات السيارات، والتقانة، فلا يجب أن يغيب عن الذهن ما حدث مع اليابان، فحتى السبعينيات كانت المنتجات اليابانية مثارًا للسخرية من الجميع، بل إن من كان يشتري منتجًا يابانيًّا كان كمن وضع نفسه في ورطة! والصين تُعد نسخة مكررة من اليابان، إلا أن الفارق بينهما أن الصين أكبر من اليابان بنحو 25 مرّة، ومن ثمَّ فهي متعطشة للتقدم أكثر من اليابان، فهذا الشاب الصيني “زانغ يومين” الذي ذهب إلى ألمانيا لدراسة “إنتاج الجودة” ثم عاد إلى الصين، وطلب من العمال أن يحطموا مجموعة من الثلاجات بالمطارق، وطلب منهم بعدها أن يُعيدوها كما كانت أوّل مرّة دون عيبٍ أو خدش، فتحولت شركة “هاير Haier” من شركة فاشلة إلى أكبر شركات إنتاج الأجهزة البيضاء (الثلاجات، والغسالات، وغيرها) في العالم! ورغم هذا التوجه الكبير من الصينيين نحو المستقبل، فإن الماضي لا يزال حيًّا في وجدان كل صيني!
الفكرة من كتاب مارد في الصين
ما زالت الصين منذ ثلاثة عقود مضت البلد الأسرع نموًّا في العالم بمعدل من الادخارات والاستثمار فاق نسبة 35%، واحتياطيات من النقد الأجنبي هي الأعلى في العالم، ومن ثمَّ يمكن القول إن الصين أصبحت راسخة القدم، ومؤهلة لأن تكون أهم دولة في مستقبل الجنس البشري، فكما كان القرن التاسع عشر قرن إنجلترا، والقرن العشرين كان ملكًا للولايات المتحدة الأمريكية، فإن القرن الحادي والعشرين من نصيب الصين لتضع قواعد اللعبة في العالم وتنفرد بالسيطرة، إذ بالنظر إلى الصين في العصر الحالي، يمكن أن نرى مُتسعًا فسيحًا من النمو أمام صناعتها، يشمل ذلك التقانة والطاقة والكهرباء، والسياحة، والتعليم، والصحة، والزراعة، والبنية التحتية، ولكي تجد الطريق كما وجده الصينيون، فكل ما عليك فعله، هو الأخذ بالمثل الصيني القائل: “إذا أردت معرفة الطريق أمامك، فما عليك سوى سؤال الذين سبق أن قطعوه من قبل”، وهذا ما يفعله المؤلف في هذا الكتاب.
مؤلف كتاب مارد في الصين
جيم روجرز، رجل أعمال أمريكي، وعضو مؤسس في شركة Quantum بصحبة رجل الأعمال الشهير جورج سوروس، كما أنه خبير اقتصادي ومستثمر مميز، فاجأ الجميع بتقاعده في سن السابعة والثلاثين، ومنذ ذلك الوقت قضى بعض وقته أستاذًا للتمويل في كلية الأعمال في جامعة كولومبيا، ومن كتبه:
السلع الأكثر تداولًا.
الرأسمالي المغامر.
سائق عجلة الاستثمار.
معلومات عن المترجم:
أيمن طباع، مترجم سعودي، من ترجماته:
مارد في الصين.
تعلم المحتوى: التعليم الاستراتيجي لتعلم استراتيجي.