كيف تؤثر الجينات في الديسلكسيا؟
كيف تؤثر الجينات في الديسلكسيا؟
الديسلكسيا ليست بالمرض الذي يُعالج بالأدوية، ولا تتطور حالة المريض كما يحدث في باقي الاضطرابات، كذلك لا يمكن الشفاء منها، فهي ترافق المريض طوال حياته، وتشير الدراسات الجينية إلى أن هناك عددًا من الجينات التي تسبب في حدوثها، كما يُظهر المسح والتصوير الدماغي أن المصابين بالديسلكسيا يتعاملون مع المعلومات بطريقة تختلف عن غير المصابين بها.
يعود ظهور الديسلكسيا إلى بداية وجود الجنس البشري، والدليل على ذلك على الرغم من اختلاف اللغات والجنسيات أن عسر القراءة يُصيب العديد من مختلف الجنسيات، وهي دلالة واضحة على أن عسر القراءة كان موجودًا قبل بداية تطور الاختلافات العرقية، وتم افتراض وجود عامل بيئي مشترك في جميع الثقافات يحفز ظهور عسر القراءة، ومن أكثر البحوث المنطقية كان النظام الغذائي هو ذلك الحافز، فهو عنصر مهم من أسباب حدوث الديسلكسيا، لأن ما تأكله أو تشربه يؤثر بشكل ما في مكان إنتاج الهيستونات، وهي عبارة عن مراسل كيميائي من نوع خاص يؤثر في الجينات، بدءًا من كمية من الجهد الذي تبذله الجينات لتصنيع البروتينات، فالهيستونات تقوم بتفعيل أو كبح الجينات.
كما سجلت بعض البحوث وجود تحسُّن في مهارات القراءة، وأداء التهجئة لدى المصابين باضطراب التآزر الحركي الذين تناولوا مكملات غذائية من الأحماض الدهنية، ولكن لم يحدث تحسن في التناسق الحركي، ولأن تقنية الفحص الجيني لحالات عسر القراءة ما زالت بعيد المنال، يعتمد التنبؤ الحالي على الاحتمالات، لذا فإن احتمالية إصابة طفل بعسر القراءة لوالدين يعاني أحدهما عسر القراءة تكون كبيرة، وأصبح من المعروف أن الديسلكسيا تتوارث في العائلات، وهذا يجعلنا نتساءل هل من الممكن أن يوجد شخص مصاب بعسر القراءة في مجتمع ما قبل القراءة؟ وتعتمد الإجابة على كيفية تعريفنا لعسر القراءة، فلو كان صعوبة في القراءة فقط، فحينها لن يمكننا تشخيص أطفال مصابين به، والأصح أن عسر القراءة موجود منذ قديم الأزل، ويمكن تشخيص الطفل به بعد ولادته بفترة قصيرة، فهو لا يقتصر على صعوبة القراءة فقط، ولكن يظهر في شكل ضعف الذاكرة، وتشتت التركيز، وبطء المعالجة البصرية.
الفكرة من كتاب هكذا أفكّر.. عُسر القراءة واضطراب التآزر الحركي
هل سبق وأن نعتك أحدهم بأنك فاشل أو غبي لأنك عجزت عن القراءة بشكل صحيح، وتغافل عن مدى إبداعك في مهارات أخرى كالرسم أو عزف الموسيقى؟ يُعاني كثير من الطلاب والبالغين من صعوبات متعلّقة بالتعلُّم، سواء كان من ضعفٍ بالتذكر، أو ضعف القدرة على القراءة، وتهجي الكلمات، ولكن الحقيقة أنهم ربما يعانون من اضطراب التآزر الحركي أو عُسر القراءة، وليس لهم ذنب في ما يحدث لهم، بل إنهم في أمس الحاجة إلى من يقدم لهم النصح والمساعدة، وبسبب ضعف خلفية الكثيرين عن هذين الاضطرابين، كان هدف الكتاب هو توعية الناس بعسر القراءة واضطراب التآزر الحركي، كما شرح كيف تكون ظروف الأشخاص المصابين بهذين الاضطرابين، وكيف تؤثر تلك الظروف في طريقتهم في التفكير والشعور، وفي أدائهم الوظيفي، لذا شدُّوا الحزام، واستعدوا لتكونوا نافذة لتغيير ومساعدة أنفسكم والآخرين.
مؤلف كتاب هكذا أفكّر.. عُسر القراءة واضطراب التآزر الحركي
ديفيد جرانت : وُلِدَ في عام 1947، وحصل على درجة الدكتوراه في العلوم الهندسية من جامعة دورهام عام 1974، وهو عضو سابق في مجلس أبحاث الهندسة والعلوم الفيزيائية، كما أنه عالم نفس متخصِّص في تشخيص عُسر القراءة، وتحديد صعوبات التعلم لدى البالغين والمراهقين، وشارك في عديد من المؤتمرات، ولديه خبرة ثلاثين عامًا في مجال التعليم العالي ورعاية الطلاب.
ومن أبرز مؤلفاته:
The Social Profit Handbook.
Beyond the shame.
Free.
معلومات عن المترجمة:
عبلة أحمد بصة: وُلدت في عام 1979، في الأردن، وحصلت على البكالوريوس في الأدب الإنجليزي من جامعة مؤتة في عام 2001، وتعمل مترجمة رسمية في مجلة “e4all” التابعة لحكومة دبي الإلكترونية، إذ تعمل بترجمة الإصدارات الصحفية بالدوائر العربية، كما شاركت في ترجمة العديد من الأبحاث والمقالات.