الديسلكسيا والديسبراكسيا والقواسم المشتركة بينهما
الديسلكسيا والديسبراكسيا والقواسم المشتركة بينهما
قد تبدوان من الوهلة الأولى كأنهما حالتان مختلفتان، ولكن هناك الكثير من الملامح المشتركة بينهما، وهذا التشابه أكثر امتدادًا واتساعًا مما يدركه كثيرون، ومن الشائع أن نجد علامات اضطراب التآزر الحركي تظهر عندما يكون عُسر القراءة حاضرًا والعكس صحيح، وعندما يتم تشخيص الأشخاص المصابين بعسر القراءة واضطراب التآزر الحركي فغالبًا ما يشعرون بالراحة، لأنهم يدركون وقتها أن هناك سببًا مشروعًا لأية صعوبات كانت تواجههم في أثناء الدراسة، ومع فهمهم لحالتهم وظروفهم يتبدد خوفهم من أن يوسَموا بالكسالى أو المعاقين عقليًّا، كما أن ضعف الذاكرة العاملة، وبطء سرعة المعالجة خصيصتان تميزان المصابين بالعُسرين معًا، ولكنها ليستا سببًا لهذا العسر أو ذاك، ولهذا من المناسب اعتبار أن الديسلكسيا والديسبراكسيا نمطان خاصان في أسلوب الحياة يتشابهان في العديد من الأشياء.
ولقد جرت العادة أن تتناول معظم الموضوعات التي تتحدث عن عسر القراءة بالتركيز على القراءة والتهجئة، والموضوعات التي تتحدث عن اضطراب التآزر الحركي بمناقشة عدة مشكلات ذات علاقة بالتنسيق الحركي، ولكن هناك عدة قواسم مشتركة بين كلا الاضطرابين، وأحد أهم أوجه التشابه هو ضعف الذاكرة، وضعف التركيز، التي يرتبط كل منها بسعة الذاكرة العاملة، ويقصد بالذاكرة العاملة “الذاكرة القصيرة المدى” المسؤولة عن البيانات الشفهية، ومن أهم خصائص الذاكرة العاملة أنها ذات سعة محدّدة تختلف من شخصٍ إلى آخر، كما أنها ترتبط بمستوى الإدراك اللفظي، وأغلب الحالات المصابة بعسر القراءة واضطراب التآزر الحركي تكون مساحة الذاكرة العاملة لديهم أقل من حاجتهم الفعلية لمستوى قدراتهم الفكرية.
كما يتشابه اضطراب عسر القراءة والتآزر الحركي في كون المصابين بهما أو بأحدهما يعانون سرعة في التشتت في أثناء أدائهم لبعض الأنشطة مثل: القراءة، أو الكتابة، ولكنهم في المقابل إذا انهمكوا في نشاط بصري مثل: مشاهدة فيلم، أو الرسم، أو نشاط بصري ذي محتوى عالٍ، فإن التركيز يكون مكثفًا، ويمتد لساعات طوال، والسبب الرئيس وراء ذلك، أن الذاكرة البصرية والفكر يكونان هما المسيطرين، كما أن سعة الذاكرة البصرية عند المصابين بكلا الاضطرابين تكون أكبر من سعة الذاكرة العاملة.
الفكرة من كتاب هكذا أفكّر.. عُسر القراءة واضطراب التآزر الحركي
هل سبق وأن نعتك أحدهم بأنك فاشل أو غبي لأنك عجزت عن القراءة بشكل صحيح، وتغافل عن مدى إبداعك في مهارات أخرى كالرسم أو عزف الموسيقى؟ يُعاني كثير من الطلاب والبالغين من صعوبات متعلّقة بالتعلُّم، سواء كان من ضعفٍ بالتذكر، أو ضعف القدرة على القراءة، وتهجي الكلمات، ولكن الحقيقة أنهم ربما يعانون من اضطراب التآزر الحركي أو عُسر القراءة، وليس لهم ذنب في ما يحدث لهم، بل إنهم في أمس الحاجة إلى من يقدم لهم النصح والمساعدة، وبسبب ضعف خلفية الكثيرين عن هذين الاضطرابين، كان هدف الكتاب هو توعية الناس بعسر القراءة واضطراب التآزر الحركي، كما شرح كيف تكون ظروف الأشخاص المصابين بهذين الاضطرابين، وكيف تؤثر تلك الظروف في طريقتهم في التفكير والشعور، وفي أدائهم الوظيفي، لذا شدُّوا الحزام، واستعدوا لتكونوا نافذة لتغيير ومساعدة أنفسكم والآخرين.
مؤلف كتاب هكذا أفكّر.. عُسر القراءة واضطراب التآزر الحركي
ديفيد جرانت : وُلِدَ في عام 1947، وحصل على درجة الدكتوراه في العلوم الهندسية من جامعة دورهام عام 1974، وهو عضو سابق في مجلس أبحاث الهندسة والعلوم الفيزيائية، كما أنه عالم نفس متخصِّص في تشخيص عُسر القراءة، وتحديد صعوبات التعلم لدى البالغين والمراهقين، وشارك في عديد من المؤتمرات، ولديه خبرة ثلاثين عامًا في مجال التعليم العالي ورعاية الطلاب.
ومن أبرز مؤلفاته:
The Social Profit Handbook.
Beyond the shame.
Free.
معلومات عن المترجمة:
عبلة أحمد بصة: وُلدت في عام 1979، في الأردن، وحصلت على البكالوريوس في الأدب الإنجليزي من جامعة مؤتة في عام 2001، وتعمل مترجمة رسمية في مجلة “e4all” التابعة لحكومة دبي الإلكترونية، إذ تعمل بترجمة الإصدارات الصحفية بالدوائر العربية، كما شاركت في ترجمة العديد من الأبحاث والمقالات.