إنقاذ الأندلسيين واستشهاد عروج
إنقاذ الأندلسيين واستشهاد عروج
كان الإسبان يقومون بأبشع أعمال العنف والظلم في حق المسلمين بالأندلس، وبوصول الأخوين بربروس إلى السواحل استجابا لاستغاثات الأندلسيين بإنقاذ الآلاف ونقلهم إلى الجزائر وتونس، كما قاما ببعض الغزوات على سفن إسبانية بجزيرة مينورقة وجزيرة كورسيكا، ثم عادا إلى الوطن حيث جزيرة ميديلِّي التي استقبلتهم بترحاب شديد، وهناك طلب خير الدين من مصنع بناء السفن بميديلِّي صناعة ثلاث سفن مجهزة بالكامل، وبدأت أفواج من الشباب تتطوَّع للِّحاق بعساكر الأخوين بربروس.
استطاع الأخوان بربروس بعد ذلك فتح قلعة بجاية، وتم تنصيبهما ملكين عليها، كما تمكَّنا من إخضاع قسم كبير من الجزائر لإرادتهم بما فيها مدينة “تنس” المهمة، وقد اتجهت الأنظار هذه المرة إلى مدينة تلمسان الكبيرة الواقعة في أقصى غرب الجزائر، وقد كان سلطانها خاضعًا للإسبان، ودخلها عروج دون قتال بعد أن ثار الأهالي وفرَّ السلطان، وهنا قامت قيامة الإسبان الذين سارعوا بدعم السلطان الهارب بالأموال والسلاح لتجهيز ثلاثين ألف جندي اتجه بهم لحصار القلعة، وهُزم عروج وقُتِل هو وأخوه إسحاق بعد أن نقض سلطان تلمسان عهده بتأمين خروج عروج وجنوده، كما قُطِع رأس عروج وأُرسل إلى ملك إسبانيا “كارلوس”.
أصبح خير الدين وحيدًا بعد رحيل أخويه، وقد عزم أن يجعل غايته من هذه اللحظة التضييق على الإسبان في أفريقيا والبحر المتوسط، إذ جاءته رسالة من ملك إسبانيا بنفسه يقول فيها: “لقد مات أخوك وقُتل أكثر جنوده فكُسِر جناحك، مَن تحسب نفسك حتى تقف في وجه أقوى ملك مسيحي دون أخيك!”، وحرَّكت إسبانيا أساطيل شارك فيها ملوك ألمانيا وهولندا وبلجيكا وصقلية ونابولي، لتشتعل شرارة الحرب.
الفكرة من كتاب مذكرات خير الدين بربروس
في الوقت الذي علا فيه نجم دولة الإسبان التي أصبحت الأقوى في العالم باحتلال نصف أوروبا -ومنها الأندلس- واكتشاف العالم الجديد، جاء قائد بحري تركي ألبسها رداء الهزيمة وأذاق ملكها “كارلوس الخامس” مرَّ الهزيمة معلنًا سيطرة العثمانيين على البحر المتوسط.
أقام دولةً في الجزائر فأصبح ملكًا لها رغم تبعيَّته لآل عثمان، وعيَّنه السلطان قائدًا عامًّا للقوات البحرية العثمانية، فجاب البحر المتوسط طولًا وعرضًا، وأزعج وأغار على موانئ العدو وأساطيله، هو ضمن أشهر قادة عثمانيين اهتموا بإغاثة الأندلسيين؛ هو خير الدين بربروس.
مؤلف كتاب مذكرات خير الدين بربروس
خير الدين بربروس، هو قائد القوات البحرية العثمانية وحاكم الجزائر وواليها العثماني، اسمه الحقيقي خضر بن يعقوب، أسَّس هو وأخوه عرُّوج دولة بالجزائر ثم انضما بها تحت كنف الدولة العثمانية، وعملا على بدء رحلات الجهاد البحري وإنقاذ عشرات الآلاف من الأندلسيين الذين استغاثوا بهما من الإسبان، وتُعدُّ معركة بروزة الشهيرة أكبر انتصاراته على الإطلاق.
معلومات عن المترجم:
محمد دراج، هو أستاذ جامعي في علم التاريخ الحديث بجامعة الجزائر، حصل على الدكتوراه من جامعة مرمرة بإسطنبول، وله عدة مؤلفات بجانب أعماله في الترجمة أبرزها كتاب الدخول العثماني إلى الجزائر.