عرُّوج قائدًا للأسطول المصري.. ومواجهة الإسبان
عرُّوج قائدًا للأسطول المصري.. ومواجهة الإسبان
عاد عرُّوج للعمل في البحر، ووصلت شهرته إلى سلطان مصر -قنصوه الغوري- الذي عرض عليه منصب قائد أسطول الجيش المصري، للتصدِّي لخطر البرتغاليين الذين اكتشفوا طريق رأس الرجاء الصالح وهاجموا القوافل والسواحل الإسلامية، وبالطبع وصلت تلك الأنباء إلى فرسان جزيرة رودس الذين انطلقوا خلف الأسطول حتى تمكَّنوا من سفينة عروج وأحرقوها لكن هرب عروج منها سالمًا إلى أنطاليا حيث ساعده أميرها -قرقود بن بايزيد الثاني- وسلَّمه سفينتين حربيتين، وأقلع عروج بادئًا غزواته في سواحل الروم على جزيرة أغريبوز وغنم مغانم ضخمة ازداد بها ثراءً هو وبحارته، ثم عاد بعد ذلك إلى ميديلِّي حيث استقبله خير الدين وأخوه إسحاق بحرارة وشوق.
قرَّر الأخوان بربروس بعد ذلك بدء رحلات الجهاد البحرية بالذهاب نحو تونس للاتفاق مع سلطانها على أن يتاجروا بما يغنمونه من سفن الكفار الذين يهدِّدون سواحل بلاده مقابل دفع ضريبة الثُّمن منها، وقد وافق السلطان مُرحِّبًا، إلا أن غزواتهما قد أزعجت المملكة الإسبانية.
وبالطبع جابت السفن الإسبانية البحر بحثًا عنهم لتدور أول معركة مباشرة انتهت بانتصار سفن الأخوين والاستيلاء على أربع سفن إسبانية بينما لاذت البقية بالفرار نحو قلعة بجاية، لكن هجم عروج على القلعة برغم رفض خير الدين، وأدى ذلك إلى سقوط العديد من رجالهم وإصابة ذراع عروج اليسرى بقذيفة تسبَّبت في بترها، ولهذا أمر خير الدين جنوده بركوب السفن والعودة إلى تونس مكتفين بعشر سفنٍ غنموها، وبعد أن تعافى عروج قرر الأخوان العودة إلى الغزو واتجها إلى سواحل الأندلس حيث كانت مملكة غرناطة الإسلامية قد سقطت بيد الإسبان قبل وقت قريب.
الفكرة من كتاب مذكرات خير الدين بربروس
في الوقت الذي علا فيه نجم دولة الإسبان التي أصبحت الأقوى في العالم باحتلال نصف أوروبا -ومنها الأندلس- واكتشاف العالم الجديد، جاء قائد بحري تركي ألبسها رداء الهزيمة وأذاق ملكها “كارلوس الخامس” مرَّ الهزيمة معلنًا سيطرة العثمانيين على البحر المتوسط.
أقام دولةً في الجزائر فأصبح ملكًا لها رغم تبعيَّته لآل عثمان، وعيَّنه السلطان قائدًا عامًّا للقوات البحرية العثمانية، فجاب البحر المتوسط طولًا وعرضًا، وأزعج وأغار على موانئ العدو وأساطيله، هو ضمن أشهر قادة عثمانيين اهتموا بإغاثة الأندلسيين؛ هو خير الدين بربروس.
مؤلف كتاب مذكرات خير الدين بربروس
خير الدين بربروس، هو قائد القوات البحرية العثمانية وحاكم الجزائر وواليها العثماني، اسمه الحقيقي خضر بن يعقوب، أسَّس هو وأخوه عرُّوج دولة بالجزائر ثم انضما بها تحت كنف الدولة العثمانية، وعملا على بدء رحلات الجهاد البحري وإنقاذ عشرات الآلاف من الأندلسيين الذين استغاثوا بهما من الإسبان، وتُعدُّ معركة بروزة الشهيرة أكبر انتصاراته على الإطلاق.
معلومات عن المترجم:
محمد دراج، هو أستاذ جامعي في علم التاريخ الحديث بجامعة الجزائر، حصل على الدكتوراه من جامعة مرمرة بإسطنبول، وله عدة مؤلفات بجانب أعماله في الترجمة أبرزها كتاب الدخول العثماني إلى الجزائر.