الحب والتعلُّق
الحب والتعلُّق
يوجد للحب أنواع متعددة فسَّرها العالم النفسي روبرت ستيرنبيرج عندما وضع مثلث الحبِّ المُكوَّن من ثلاثة أضلاع، ضلع الشغف وهو الانجذاب نحو شخص ما، وضلع الألفة الذي يشعرنا بالأمان، وضلع الالتزام، وهو الذي ينشأ عن قرار جدِّي بالإخلاص للمحبوب، وحسب هذا التقسيم فالحبُّ عدة أنواع، من ضمنها حب الهيام وهو الافتتان بالشخص والرغبة في القرب منه، ويأتي بعده الحب الرومانسي الذي يتكوَّن من الشغف والألفة ولكن ينقصه الالتزام، وكذلك يوجد الحب الأحمق الذي يفتقر إلى التفاهم حتى مع وجود الشغف، ونلاحظه في زيجات المشاهير الذين غالبًا ما ينتهون بالطلاق السريع، والنوع الخامس هو الميل أو الإعجاب، ويتضح من اسمه أنه يتكوَّن من الألفة ولكن يغيب معه الشغف والالتزام أحيانًا وقد يتطوَّر ويصل إلى النوع الأول، وكذلك يوجد الحب الفارغ الذي يفتقر إلى كل شيء عدا الالتزام، أي لا يبقى شيء في الزواج سوى العقد المبرم! مثل الزيجات التي تُبنى على المال فقط، وأخيرًا الحب الكامل، وهو الحب الحقيقي الذي يتكوَّن من الأضلاع الثلاثة، شغف وألفة والتزام جدِّي، وكلُّ شخص فيه هو مصدر الدفء للآخر، والحقيقة فإن الحفاظ على هذا الحبِّ أصعب من تحقيقه.
والآن نأتي إلى التعلُّق، فللتعلُّق أنماط متعددة أيضًا، وهي أنماط مرضية وغير صحيَّة؛ النمط الأول هو تعلُّق الشخص القلق الذي يكون حسَّاسًا ويبحث عن الاهتمام طوال الوقت، والنمط الثاني هو تعلُّق الشخص الانطوائي، الذي يمكننا أن نراه باردًا عاطفيًّا، وهو لا يعلم كيف يعبِّر عما في داخله، ويريد أن يحمي نفسه من الأذى العاطفي، وأحيانًا يرى أن المشاعر ليس لها قيمة من الأساس ويتمنى ألا يتزوج، والنمط الثالث والأخير هو نمط تعلُّق الشخص المشوش، وهو شخص متقلب يفعل كلَّ الأشياء وعكسها، مزاجي للغاية، ولا يعرف ماذا يريد، ولا يستطيع التحكُّم في عواطفه أو السيطرة عليها.
الفكرة من كتاب نادي الاحتراق النفسي
في كثير من الأحيان نشعر أن أبسط المهام أصبحت ثقيلة لا تُطاق، حيث نفقد طاقتنا وفاعليتنا تمامًا، ولا نعلم ما سر هذا الشعور؟ ترى ما الذي حدث فجأة حتى نصل إلى هذه الحالة من الذبول؟
هذا ما يشرحه لنا الكاتب.. وحان الوقت أن نفهم.
مؤلف كتاب نادي الاحتراق النفسي
الدكتور عمرو صالح: مصري الجنسية، وهو مدرس مساعد بقسم الغدد الصمَّاء والسكر بكليَّة عين شمس.
ومن أبرز مؤلفاته: “قواعد الرعب العشرون”، و”هكذا قُتِل زارا”.