أهمية أرض الإسراء لدى المسلمين وعظم المُصاب باغتصابها
أهمية أرض الإسراء لدى المسلمين وعظم المُصاب باغتصابها
لقد اختبرت الأمة الإسلامية منذ نشأتها خطوبًا عظامًا، بدأت بالأذى من المشركين في مكة، ثم حرب الردّة التي خاضها الصحابة الكرام وأخمدوا نارها، والفتن التي تخللت صفوف الصحابة ثم اجتمعوا في عام الجماعة من جديد، وصولًا إلى عصرنا هذا الذي طغت فيه الدول الأوروبية على العرب، وأرسلت حملاتها لاحتلال المشرق العربي، حتى حصلت عصابة إسرائيل على جوهرة المسلمين الثمينة “فلسطين”، ولم يكن ذلك تهديدًا لبقعة الإسراء فحسب، وإنما طغى على إثرها الفرنسيون في المغرب، وبدؤوا حملاتٍ شنعاء مستمدين قوتهم من تخلخل صفوف العرب إثر سقوط فلسطين، فبدأت أصوات الجهاد تعلو، وتصدّر لهذا المشهد الكثيرون من الصالحين المُصلحين، مثل أبي الحسن الندوي رحمه الله، والمؤتمر الإسلامي في فلسطين، وتعالت أصوات علماء المسلمين، وأصدروا فتاوى رسمية بتحريم بيع الأراضي لليهود وبحق المسلمين الشرعي في فلسطين، وتحريم موالاة اليهود، ووقع على هذه الفتوى 250 عالمًا وقاضيًا وخطيبًا، وأصدر الأزهر الشريف عام 1956 فتوى بتحريم إظهار عقد السلام مع اليهود، ويرى الكاتب أنّ سفر السادات إلى إسرائيل لعقد اتفاقية السلام مُخالفٌ لهذه الفتاوي، وذكر العديد من الفتاوي الأخرى وأشار كذلك إلى خطاب البشير الإبراهيمي رحمه الله بالجزائر، الذي يعدُّه من أبلغ الخطابات في نصرة فلسطين.
ولعلّ القارئ يتساءل صدقًا: ماذا يميز أرض الإسراء عن بقية البلاد المحتلة آنذاك حتى يقف العالم الإسلامي كله للدفاع عنها؟ وجواب ذلك في قصة عظيمة، تبدأ عندما أسرى الله بعبده محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وعرج إلى السماء، وفُرضت الصلاة، ليكون المسجد الأقصى هو قبلة المسلمين الأولى، وقد كان قبلة اليهود من بني إسرائيل قبلهم، ثم الحدث المهم الثاني، هو تسلم عمر بن الخطاب مفاتيح القدس وبنى فيها المسجد الأقصى مكان المسجد القديم عام 636م، حتى احتلها الصليبيون عام 1099م مرتكبين مذبحةً راح ضحيتها سبعون ألفًا من المسلمين، وظلت محتلة حتى استعادها صلاح الدين الأيوبي عام 1187م.
وأرض الإسراء والأرض المباركة حولها هي الأرض التي سكنها إبراهيم خليل الله وولده إسحاق، وحفيده يعقوب وأبناؤه الأسباط الإثنا عشر، وعاد إليها موسى وهارون بعد خروجهما ببني إسرائيل من مصر، ولكن بعد بعثة عيسى ومجيء محمد، انقطع الخير في بني إسرائيل ونقضوا عهدهم، فأصبحت أرض الإسراء ميراث المسلمين من بعد الصالحين من بني إسرائيل، كما قال تعالى ﴿إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين﴾.
الفكرة من كتاب وليتبروا ما علوا تتبيرًا (بشرى المؤمنين بالنصر العظيم على اليهود الغاصبين)
هذا الكتاب هو سرد مُفصّل لتفاصيل القضية الفلسطينية، ورصد مرتب لحقائقها التي زُيّفت بأقلام المستشرقين، وتناثرت بين صفحات كتب التاريخ المختلفة، بدءًا من تاريخ الأرض وملكيتها الحقيقية لأنبياء ورسل بني إسرائيل والصالحين من أتباعهم، مرورًا بخطوات اليهود المدروسة نحو إنشاء دولتهم المزعومة، وجهودهم المتفانية في تفكيك القاعدة الإسلامية لإحكام سيطرتهم على البقعة المباركة، وصولًا إلى الوعود القرآنية الصادقة للمسلمين بدخولهم المسجد الأقصى المُبارك وتدمير علو اليهود وفسادهم، وقال الكاتب عمر الأشقر في مقدمته إنّ كتابه هذا ليس كتابًا تاريخيًّا بحتًا، وإنما هو رسالة لأهل الإسلام وأبنائه، يعرفهم فيها بماضي الأمة الغابر مع اليهود، ويحدثهم بالنصر القادم ويسرد دلالاته وبشائره، مُستندًا إلى الهدي السماوي، والنور الإلهي، فلا يخاف القارئ ضعف المرجع أو كذب الحديث، ولا نُزكّي على الله أحدًا.
مؤلف كتاب وليتبروا ما علوا تتبيرًا (بشرى المؤمنين بالنصر العظيم على اليهود الغاصبين)
الشيخ الدكتور عمر سليمان الأشقر، كاتب وفقيه فلسطيني درس بالمملكة العربية السعودية وحصل على درجة البكالوريوس في الشريعة من جامعة الإمام بالرياض، ثم استكمل رحلته التعليمية في جامعة الأزهر بالقاهرة، فحصل على درجة الماجستير ثم الدكتوراه، وكانت دراسته بعنوان “النيات ومقاصد المكلفين”، عُيّن أستاذًا بكلية الشريعة في الكويت، ثم الجامعة الأردنية بالأردن، وأصبح بعدها عميدًا بالجامعة الزرقاء، تفرّغ بعد ذلك للتأليف، وأنتج الكثير من الكتب المثمرة في باب الفقه والعقيدة والتاريخ، ومن كتبه: الشريعة الإلهية لا القوانين الجاهلية، ونحو ثقافة إسلامية أصيلة، وسلسلة العقيدة في ضوء الكتاب والسنة.