اسأل نفسك
أثناء رحلة التغيير لا بد أن تسأل نفسك عدة أسئلة، وأن تصارح نفسك بسؤال: “هل هذا حقيقي؟” حتى تكتشف الأفكار التي يقودك بها عقلك؛ هل هي حقيقية بالفعل أم زائفة لا وجود لها؟ فلو اكتشفت أنها زائفة بالتأكيد سوف تتجاوزها، فعند قولك إن الأمر صعب، فهل أنت واثق من صعوبته؟ إن الأشياء التي تبدو مستحيلة وبعيدة تحدث بسهولة ويُسر! فبدلًا من تصديقك لصعوبة الأمر صدِّق الفكرة المعاكسة، أن الأمر سوف يكون سهلًا!
وإذا كنت خائفًا بشأن رفض عائلتك وتردّد طوال الوقت: “سيغضب مني الجميع”، و”سيصاب أبواي بالصدمة”، فما مبرر هذا الخوف؟ ولماذا لا تُرجِّح فكرة تعاونهم معك؟ إنك حين تدعم رغباتك وتحسِّن نواياك ربما يتحوَّل رفضهم إلى احترام وامتنان، هناك عدد هائل ينتظر مساعدتك فور أن تعطي لنفسك فرصة التجربة.
ثم اسأل نفسك سؤالًا آخر بعد أن تواجه نفسك بالحقائق، وهو “ما مصدر الأعذار؟”، أي ما أعراض أعذارك التي تشعر بها؟ هل هي نوبات غضب متكرِّرة، أم لوم شخص آخر على تعاستك؟ أم شعور بالحسد والغيرة؟ وبعد أن تحدِّدها حدِّد متى ظهرت؟ هل هي جديدة؟ أم أنك تحملها معك منذ طفولتك؟
أيًّا كان تاريخك تأكَّد أن الأعذار نشأت من داخلك، لذا تحمَّل مسؤولية نزاعاتك وخذ قرارًا بالتخلُّص من عاداتك الهادمة للنفس، وسامح الجميع بما فيهم نفسك، فكل شخص فعل شيئًا في الماضي، فهو قد فعل الأمور التي كان يعرف كيف يفعلها.
واعلم أن هناك فوائد تجعلك واضعًا نفسك في منطقة الركود، لذا اسأل نفسك: “ما الفائدة؟”، فالأعذار تربِّي بداخلك فائدة التجنُّب حتى تنعم بالسكينة الزائفة، كذلك الأمان، هذا الشعور يجعلك تلجأ إلى الأعذار كي تتجنَّب الخطورة أو النقد أو الانتهاك وغيرها، كما أن الإنسان يحب المخارج السهلة، وهذه فائدة أخرى عائدة على الإنسان الذي لا يحب أن يبذل أي مجهود، وتوجد فوائد كثيرة للأعذار التي تعيش أنت تحت ظلِّها مثل رغبتك أن تكون دومًا على صواب، ورغبتك في اللوم، ورغبتك في الحماية.
الفكرة من كتاب أوقف الأعذار!
هل تساءلنا ذات يوم إلى متى سنظل نتبع أعذارنا ونبرر لأنفسنا كلَّ شيء؟ هناك نقطة يصل إليها الإنسان ويكون لزامًا عليه أن يقف وقفة صراحة مع ذاته ويتخلَّص من كلِّ الأعذار التي تعوق تقدُّمه.
مؤلف كتاب أوقف الأعذار!
الدكتور واين داير: وُلِدَ عام 10 مايو 1940، وهو مؤلف أمريكي ومحاضر مشهور، قضى معظم طفولته وسنوات مراهقته في ملجأ للأيتام، وبعدها حصل على درجة علمية من جامعة ولاية واين، وقد عمل في تدريس علم الاستشارات النفسية، ثم انصرف إلى الكتابة في المجلات وأدار عيادة استشارية خاصة، وتُوفِّي في 30 أغسطس 2015.
من أبرز مؤلفاته: “مواطن الضعف لديك“، و”أستطيع أن أرى بوضوح الآن“، و”ما الذي تتمنَّاه لأطفالك فعلًا؟“.