أعذار واهية
أعذار واهية
بداخل كلِّ شخص منَّا عقلٌ واعٍ أشار إليه الكاتب باسم “العقل الإبداعي”، والآخر عقل اعتيادي يُطلق عليه “العقل الباطن”، ويتخذ العقل الواعي الإبداعي عددًا كبيرًا من القرارات وآلاف الاختيارات اليومية، ويعمل دومًا في كلِّ حين، فالأفكار تواتيك بلا توقف، لذا نستنتج من هذا أن عقلك لديه القدرة على العمل وفق أعلى مستوى وبداخله قوَّة إبداعية لا حدود لها، فبوسع العقل الواعي الإبداعي القيام بأي شيء تستحثُّه على القيام به، أو التفكير في أي فكرة توجِّهه إليها ، أمَّا العقل الاعتيادي يكون كالمبرمج على أشياء بعينها يدور ويدور بنفس النتائج والخيارات، وأنت في العادة تمضي أغلب وقتك تعمل من منطلق الروتين والعادة، ولكن اجعل في حسبانك أن هذا ليس تبريرًا لما تقوم به، فبوسعك أن تختار إعادة برمجة حياتك وتوجيهها نحو مستوى السعادة والنجاح والصحة الذي ترتضيه.
حاول أن تضع يدك على برامج عقلك الاعتيادي العتيقة التي تجعلك عاجزًا لأن التوجُّهات والمعتقدات والأفكار التي لا تسديك نفعًا، فهي أعذار ستؤخِّر تقدُّمك في الحياة، جرِّب أن تنظر إلى نفسك من منظور مختلف وتخلَّص من الأعذار الموجودة في عقلك الباطن واعتبره فارغًا يحتاج إلى لمساتك الجديدة.
جرِّب تدريبات مهمَّة مثل تهدئة عقلك بممارسة التأمل بشكل يومي، واستخدم تأكيدات إيجابية يومية تبعث على التفاؤل، بدلًا من التركيز على المفقود.
وفي أثناء رحلتك للتغيير ستتوالى عليك الأعذار، ولكن عليك أن تتحمَّل مسؤولية هذا التغيير، سوف تقول إن الأمر صعب ويعد من أنواع المخاطرة، بينما لا بد أن تعقد العزم وتواجه مخاوفك، وسوف تظنُّ أن الأمر سيستغرق وقتًا طويلًا بينما يمكن أن تتحلَّى بالصبر، وستقول لنفسك: لن يساعدني أحد بينما هناك الكثير يستعد لمساعدتك بأي وقت، وسوف تعتقد بأنك لست قويًّا بما فيه الكفاية بينما لا بد أن تعلم أن منبع قوتك هو اتصالك بالله، وسوف تعتقد أنك مرهق ولا تملك الطاقة الكافية بينما أنت مولع بها، وسوف تبرِّر لنفسك بالانشغال، بينما يمكنك ترتيب أمور حياتك وتحرير روحك.
الفكرة من كتاب أوقف الأعذار!
هل تساءلنا ذات يوم إلى متى سنظل نتبع أعذارنا ونبرر لأنفسنا كلَّ شيء؟ هناك نقطة يصل إليها الإنسان ويكون لزامًا عليه أن يقف وقفة صراحة مع ذاته ويتخلَّص من كلِّ الأعذار التي تعوق تقدُّمه.
مؤلف كتاب أوقف الأعذار!
الدكتور واين داير: وُلِدَ عام 10 مايو 1940، وهو مؤلف أمريكي ومحاضر مشهور، قضى معظم طفولته وسنوات مراهقته في ملجأ للأيتام، وبعدها حصل على درجة علمية من جامعة ولاية واين، وقد عمل في تدريس علم الاستشارات النفسية، ثم انصرف إلى الكتابة في المجلات وأدار عيادة استشارية خاصة، وتُوفِّي في 30 أغسطس 2015.
من أبرز مؤلفاته: “مواطن الضعف لديك“، و”أستطيع أن أرى بوضوح الآن“، و”ما الذي تتمنَّاه لأطفالك فعلًا؟“.