عِلمُ الله الواسع
عِلمُ الله الواسع
لقد خصص القرآن سورًا طويلة يتلو فيها أخبارًا وحقائق هي طلاسم من الغيب، يحار فيها عقلنا، ولا يملك لها نفيًا ولا تأييدًا، وبذلك يتركنا أمام اختيار صعب أن يصدق أو يكذب، وتفسير هذا الأمر في اعتقاد الكاتب أنه امتحان لعمق إيماننا، إضافة إلى كونه تفضيلًا إلهيًّا علينا، ويدل على هذا ما ذُكر في القرآن عن المؤمنين ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ﴾ وتكرر هذا في أكثر من سورة، والمقصود هم المؤمنون بالقلب ولا يطلبون القرائن ولا يقولون أرنا الله لنؤمن به.
إن يوم القيامة هو ذروة الغيب، وعلمه محجوب عن الكل، واختص الله به نفسه، وإن لهذا اليوم علامات وأمارات من تلك العلامات خروج دابة تكلم الناس ﴿وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ﴾.
والله يقول لنبيه أن ينذر كل ظالم من هذا اليوم، ولا شك أن الكل سوف يؤمن حينما تظهر تلك العلامات، ولكنه سوف يكون إيمانًا فات أوانه لأنه إيمان المقهور، ومن تلك العلامات خروج يأجوج ومأجوج، حيث يقول البعض إنهم من الجنس الأصفر، عاشوا في أحقاب الجهالة، بينما الشعوب المتقدمة من حولهم تبني أسوارًا من العلم، حتى إذا جاء اليوم الموعود ونفضوا عن أنفسهم هذا التخلف، وأخذوا بالعلم وصنعوا الحديد والقنابل، وهدموا السد وانتشروا في الأرض.
ويخبرنا القرآن أيضًا أن من علامات الساعة نفخة الصور وقيام القيامة ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّه ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ﴾.
الفكرة من كتاب القرآن محاولة لفهم عصري
“كل منا في حياته الخاصة.. من تفاوت المستويات التي يمكن أن يعيش فيها.. لا نقصد مستويات الدخل، وإنما نقصد شيئًا أعمق، نقصد المستويات الوجودية ذاتها”.. بأسلوب فلسفي عميق؛ يأخذنا الكاتب في جولة لمناقشة بعض القضايا المُحيرة مثل البعث والخلود والساعة والغيب والجنة والموت، وعلم الله الواسع وأسمائه وصفاته وقصة الخلق.
مؤلف كتاب القرآن محاولة لفهم عصري
مصطفى كمال محمود حسين، طبيب وكاتب مصري. وُلِدَ في الـ27 من ديسمبر عام 1921، وتوفي في الـ31 من أكتوبر عام 2009. درس الطب ولكنه تفرغ للكتابة والبحث.
ألَّف الكثير من الكتب التي تتراوح بين القصة والرواية الصغيرة إلى الكتب العلمية والفلسفية والاجتماعية والدينية، ومن أهم كتبه: “أينشتين والنسبية – التوراة – عصر القرود – حوار مع صديقي الملحد – المؤامرة الكبرى”.