صحة الدليل
صحة الدليل
يجب أن يتوافر في الدليل -سواء أكان دليلًا عقليًّا أو خبريًّا أو تجريبيًّا- عدة شروط حتى يمكن قبوله والبناء عليه، فيجب أن يكون الدليل أولًا ثابتًا وصحيحًا في ذاته؛ فلا يمكن قبول الاستدلال بحديث منكر أو خبر موضوع، ثم يجب أن يكون فهم الدليل صحيحًا؛ فلا يخالف في تفسير معناه اللغة والسياق والظرف التاريخي الذي يحمله، ويترتب على سوء الفهم ذلك مشاكل في الاستدلال تكون هزلية في كثير من الأحيان، مثل اتهام النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قد شرب الخمر لأنه كان يشرب النبيذ؛ فيفسر معنى النبيذ كما هو مصطلح عليه في الزمن الحالي، والصحيح أن النبيذ في اللغة هو طرح التمر أو الزبيب أو غيرهما في الماء حتى يصير الماء حلوًا دون تركه فترة تجعله مُسكِرًا، وهو جائز شربه لأنه غير مسكر.
شرط آخر ينبغي الانتباه له، وهو سلامة اختيار الدليل وعدم الانتقائية بين أدلة لا يتم الفهم الكامل للقضية إلا بمجموعها، مثل الاستدلال بآية ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾ على أن الإنسان مجبر على أفعاله ولا يستطيع التحكم فيها، وهذا اجتزاء واضح يتجاهل العديد من الآيات التي تقرر إرادة الإنسان وقدرته على الاختيار ومعرفته بعاقبة اختياره مثل قوله تعالى: ﴿فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ﴾.
يجب أيضًا أن يكون جنس الدليل معتبرًا عند صاحب الشبهة دائمًا، فلا يستقيم لهم مثلًا إنكار السنة وعملية تدوينها -باعتبارها أخبارًا- بالاعتماد على بعض الأخبار التاريخية -بفرض ثبوتها- فهذا تناقض بَيِّنٌ يهدم أساس استدلاله.
الفكرة من كتاب أصول الخطأ في الشبهات المثارة ضد الإسلام وثوابته
حيثما وجَّهت وجهك، سواءٌ في العالم الافتراضي أو في الحياة الواقعية، سوف تجد النقاشات والمحاورات والمناظرات دائرة على قدم وساق، تتعدد فيها الحجج والآراء والأفكار التأسيسية، منها الغث ومنها السمين، وإذا ترك الإنسان نفسه لهذا السيل الجارف دون ضابط يضبط المقدمات والأصول، فسوف يجد نفسه في النهاية قد وصل إلى ما لا يُحمد عاقبته.
يهدف هذا الكتاب إلى توضيح الأسس والحيل النفسية التي ينطلق منها المشككون في أحكام الإسلام، مع بيان لأهم تلك الشبهات وكيفية بيان الخطأ الذي بُنِيت على أساسه.
مؤلف كتاب أصول الخطأ في الشبهات المثارة ضد الإسلام وثوابته
أحمد بن يوسف السيد: داعية سعودي مهتم بعلم الحديث، مشروعه الدعوي يهدف إلى تعريف الجيل الصاعد بأساسيات دينه ونبذ الشبهات المثارة حوله، اشتهر كمشرف على أكاديمية “صناعة المحاور” التي تهدف إلى مقاومة الإلحاد، كما أنه مشرف على أكاديمية “تسهيل السنة”، وله العديد من المؤلفات التي تتركز في صد الشبهات التي يثيرها المشكِّكون حول الإسلام والسنة النبوية خاصةً، مثل: “سابغات”، و”تثبيت حجية السنة”، و”البناء العقدي للجيل الصاعد”، و”أفي السنة شك؟”، وغيرها.