الدليل أولًا
الدليل أولًا
يقولون: “البينة على من ادَّعى”؛ أي يجب على من يدعي أمرًا أن يبين الدليل على صحة هذا الأمر أو الادعاء، وأن يكون هذا الدليل صحيحًا وموافقًا لما يدعيه، ولا يكون لأي فكرة أو دعوة أو رأي قيمةٌ إذا لم يدعمها دليل قوي، فمن دون الدليل يمكن لأي إنسان أن يقول أي شيء، مهما بدا مخالفًا للعقل والعلم الصحيح، آمنًا من عدم سؤاله عن الدليل، ولا يمكن كذلك إقامة أي حوار من أي نوع، فالدعوى دون دليل يمكن أن تقابل بدعوى بلا دليل أيضًا، ويكون الحاصل أنه لا يمكن الاقتناع بشيء أو نفيه، والمتتبِّع لحوارات القرآن يجد الإسلام يقدم الدليل تلو الدليل، وهو ديدن الصادق، بينما يعجز من يحاورهم عن تدعيم ما يقولونه بأي دليل أو برهان، وهو ديدن الكاذب، نجده يخاطبهم: ﴿قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾.
كثير من الشبهات التي تثار ضد الإسلام تكون دعاوى مرسلة لا يصاحبها أي دليل، هذه الادعاءات ساقطة لا ينبغي الالتفات إليها أو تجشُّم العناء في تقديم دليل دحضها، بل يكفي أن يُطلَبَ الدليل عليها، فإن عجز صاحب الدعوى على تقديم ما يؤيدها من دليل، فهذا ما يسميه علماء المناظرة “إفحامًا” وهذا سبب كافٍ لإنهاء النقاش وبيان تهافت صاحب الدعوى وأنها غير صحيحة.
من أشهر أمثلة ذلك ادِّعاء أنه “لا يمكن التأكد من نصوص السنة التي قيلت قبل أربعة عشر قرنًا” هكذا دون تقديم دليل، ومع أنه يمكن تفنيد هذا الادعاء بأدلة عقلية مقنعة، فالكاتب يرى أن عدم تقديم المخالف دليلًا على ادعائه كافٍ لإسقاطه.
الفكرة من كتاب أصول الخطأ في الشبهات المثارة ضد الإسلام وثوابته
حيثما وجَّهت وجهك، سواءٌ في العالم الافتراضي أو في الحياة الواقعية، سوف تجد النقاشات والمحاورات والمناظرات دائرة على قدم وساق، تتعدد فيها الحجج والآراء والأفكار التأسيسية، منها الغث ومنها السمين، وإذا ترك الإنسان نفسه لهذا السيل الجارف دون ضابط يضبط المقدمات والأصول، فسوف يجد نفسه في النهاية قد وصل إلى ما لا يُحمد عاقبته.
يهدف هذا الكتاب إلى توضيح الأسس والحيل النفسية التي ينطلق منها المشككون في أحكام الإسلام، مع بيان لأهم تلك الشبهات وكيفية بيان الخطأ الذي بُنِيت على أساسه.
مؤلف كتاب أصول الخطأ في الشبهات المثارة ضد الإسلام وثوابته
أحمد بن يوسف السيد: داعية سعودي مهتم بعلم الحديث، مشروعه الدعوي يهدف إلى تعريف الجيل الصاعد بأساسيات دينه ونبذ الشبهات المثارة حوله، اشتهر كمشرف على أكاديمية “صناعة المحاور” التي تهدف إلى مقاومة الإلحاد، كما أنه مشرف على أكاديمية “تسهيل السنة”، وله العديد من المؤلفات التي تتركز في صد الشبهات التي يثيرها المشكِّكون حول الإسلام والسنة النبوية خاصةً، مثل: “سابغات”، و”تثبيت حجية السنة”، و”البناء العقدي للجيل الصاعد”، و”أفي السنة شك؟”، وغيرها.