كيف ننمِّي الحب الناضج؟
كيف ننمِّي الحب الناضج؟
يمكن أن ينمو الحب بطريقة تقلِّل الخوف من الألم، ومن ثم لا نحتاج إلى الغضب لحماية أنفسنا، الخطوة الأولى لتحقيق ذلك هي اكتشاف الذات، وعدم معرفة الذات أو المعاناة من جروح الماضي يؤدي إلى إخفاء الذات ويحول بين تحقيق الحميمية، ولذلك يجب أن يقوم الفرد باكتشاف ذاته ومعرفة آليات دفاعه التي يستخدمها لحمايته، وهي إما الغضب وإما الانسحاب، وهما يتفقان مع النوعين الأساسيين للخوف؛ وهما الخوف من الاعتداء أو النبذ وهما يمثلان أعمق ألم يمر به الفرد في حياته.
توجد أولويات للالتزام في العلاقات يأتي في مقدمتها الالتزام نحو الذات، فكل شخص يحتاج إلى الاهتمام ورعاية ذاته قبل أن يقدِّمهما للآخرين، ويتطلَّب هذا الالتزام المحافظة على صحة بدنية وعقلية وانفعالية وروحية تمثل كلٌّ منها على التوالي مستوى أعمق من المستويات التي تسبقه ليصل إلى المستوى الروحي الذي يتحقَّق فيه التركيز والنمو.
الالتزام نحو الدور الذي نلعبه في العلاقة يأتي في المرتبة الثانية، فكل شخص مسؤول عن دوره في العلاقة بغض النظر عن طبيعة الطرف الآخر والتزامه بدوره، وتحمُّل المسؤولية يقوي العلاقة ويقضي على دور الضحية.
الالتزام نحو العلاقة هو المرتبة الثالثة، ويتمثَّل في الاهتمام بأفكار ومشاعر وحاجات الطرف الآخر، فكل فرد لديه مسؤولية نحو ذاته ودوره، ولكن المسؤولية مشتركة نحو العلاقة، والاستغراق في الحب والانفتاح يؤدي إلى الشعور بالأمن والدفء، وتحقيق الحميمية قد يكون رحلة طويلة وصعبة ولكنها تتيح أعلى مستوى من التجربة الإنسانية، ويمكن أن نحصل عليها بطريقة تمتزج بتجربة روحانية.
الفكرة من كتاب الغضب: تعامل معه.. استشفِ به.. لا تدعه يقتلك
نرغب جميعًا في التخلُّص من الغضب، ونتمنَّى ألا نشعر به، ولكن ماذا إذا كان الغضب شعورًا له فوائد ويجب أن نَقبله؟ يطرح الكاتب من خلال خبرته في العلاج النفسي فكرة أن الغضب شعور والمشاعر جزء من الذات، وأننا يجب أن نوجِّه اهتمامنا إلى التعبير عنه بطريقة صحية وليس أن نتخلَّص منه، ويتناول شعور الغضب عند الأطفال والنساء والذكور وعلاقته بالحب وطرق التنفيس عنه بحيث لا يؤدي إلى إيذاء أي شخص ولكن يتم توجيهه بطريقة هادفة.
مؤلف كتاب الغضب: تعامل معه.. استشفِ به.. لا تدعه يقتلك
الدكتور ويليام جراي ديفور: معالج نفسي، ومدرِّب تنفيذي ورئيس مؤسسة التنمية الشخصية والمهنية بولاية تكساس في أمريكا، يقوم بإجراء ورش دولية عن الذكاء العاطفي والصحة الانفعالية في العلاقات الشخصية والعملية، ويساعد الأفراد والمؤسسات على تحقيق التكامل بين الجسد والعقل والروح للوصول بهم إلى مستويات عالية من التكامل الشخصي والمهني، ومعلِّق في راديو ويزدم وكاتب عمود في ويزدم ميديا وعضو في مركز كوبر إيروبكس، ألف وشارك في تأليف العديد من الكتب.