دافع وحافز
دافع وحافز
ترسخ المعلومات وننتفع بها حين نربطها بتجاربنا الشخصية ونخرجها من الكتب إلى حياتنا الواقعية، ولا تصح الدراسة وتصلح إلا بوجود دافع وحافز، ورغبة شديدة في التعلم والإنجاز، وشوقٍ إلى الدراسة والتمكن منها. ويعينك على بث هذا في نفسك أن تكون لك أهدافٌ وقيم تقودك دراستك إليها، وأن تدرك عاقبة الإهمال وخيبة الإخفاق وثمرة الجِد وراحة النجاح.
ولكن ماذا نصنع إن كانت هناك مادة لا نصبر عليها وننفر منها؟ لا بد لنا أن نحاول بناء دوافع تشجعنا على دراستها، ويكون ذلك مثلًا بجمع معلومات عن العلم الذي نقدم على دراسته ومعرفة تاريخه وأعلامه وأهميته، وبربط ما نتعلمه بحياتنا اليومية، وبالتفاعل مع ما ندرسه بإثارة أسئلة وتخمين إجاباتها ثم البحث عنها ومناقشتها مع الرفاق والزملاء؛ كل ذلك من شأنه أن يمنحنا متعة ولذة.
ولا بد أن يستشعر الطالب ضرورة ما ينبغي له فعله وإن كان شاقًّا عسيرًا، وأن يتذكر ارتباط المهمة الحالية بتحقيق أهدافه الكبرى، وأن تضييعه لمادةٍ لا يحبها ربما يُفقده كل شيء، وليصرف انتباهه عن المصاعب ويبدأ في العمل بتركيز وانتباه. ونذكر أن من أقوى أعداء التركيز ما قد يعانيه الطالب من مشكلات وهموم مختلفة في الحياة، ولا بد له ألا يتجاهلها بل أن يبحث لها عن حلولٍ مع من يثق بحكمته ورأيه.
الفكرة من كتاب فن الدراسة
يُقبل العام الدراسي بما يحمله من آمال ومشكلات، ونتذكر أن للدراسة هدفين أساسيين، هما اكتساب قدر من المعرفةِ وقدر من المهارة العملية في مجالٍ ما، وإن مضينا فيها على نهجٍ سليم حققنا الهدف بيُسرٍ واستمتعنا، وإن سلكنا فيها طرقًا وعرة ملتوية بذلنا جهدًا كبيرًا وجنينا من الثمار القليل. وهذا الكتاب إنما يهدف إلى بيان النهج السليم الذي ينبغي لنا السير به في دراستنا.
فإن كنت تشكو قلة التحصيل مع كثرة الجلوس بين الكتب، أو تشكو النسيان أو الكسل أو الملل حين يتعلق الأمر بالدراسة، فرافقِنا في رحلتنا مع هذا الكتاب.
مؤلف كتاب فن الدراسة
عبد الرحمن رأفت الباشا، كاتب وأديب سوري، ولد بإدلب عام 1920، ابتُعث إلى القاهرة وحصل على الشهادة العالية في كلية أصول الدّين في الأزهر عام 1945م، وشهادة اللّيسانس في الأدب العربي من كلية الآداب بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليًا)، ثم حصل على درجة الماجستير عام 1965م، ثم الدكتوراه في الجامعة نفسها عام 1967م. عمل في تدريس اللغة العربية في سوريا، وعُين كبيرًا لمفتشي اللغة العربية هناك ثم أستاذًا محاضرًا في كلية الآداب بجامعة دمشق، ثم درس في المعاهد العلمية السعودية، وفي كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وكان رئيس قسم البلاغة والنّقد ومنهج الأدب الإسلامي فيها، ومسؤولًا عن لجنة البحث والنشر في الجامعة. وقد اشتهر بحبه للغة العربية، وكان أحد مؤسسي رابطة الأدب الإسلامي العالمية. وتوفي عام 1986 في إسطنبول.
من مؤلفاته: صور من حياة الصحابة، وصور من حياة التابعين، والعدوان على العربية عدوان على الإسلام، ونحو مذهب إسلامي في الأدب والنقد، وفن الامتحان بين الطالب والمعلم، ورواية أرض البطولات.