قراءة واستظهار ومراجعة
قراءة واستظهار ومراجعة
الخطوة الثالثة في أسلوب المذاكرة هنا هي القراءة، وهي غالبًا الخطوة الأولى والأخيرة عند معظم الطلاب الذين يظنون أن المذاكرة لا تتعدى جولةً بين السطور، إلا أن القراءة لا تؤتي ثمرتها إلا إن كان الهدف منها الفهم والنقاش والتركيز والتلخيص والتطبيق، ويعيننا على ذلك الأسئلة التي حضرناها عند التصفح والتي سنوجهها لأنفسنا في أثناء القراءة والأسئلة التي نجدها في الكتاب في نهاية الموضوع. وينبغي لنا في أثناء القراءة أن نُميز الأفكار الأساسية التي تحتاج إلى التركيز والاهتمام ونلحق بها ما تشمله من معلوماتٍ تفصيلية، وألا نهتم بالأفكار الثانوية والهامشية أكثر من المطلوب، وأن نُضيف إلى الكتاب خطوطًا تميز النقاط الهامة ونختار مواضعها بعناية بعد القراءة الأولى، ونضيف تقسيماتٍ وأرقامًا وملاحظات معينة في الهوامش. ولا بد أن نحرص على قراءة النص كله بحماسةٍ واهتمام، وإذا واجهتنا عقبة في الدرس لا نفهمها فينبغي ألا نعاندها حتى نُفني طاقاتنا ولا ينبغي كذلك أن نتخطى الصفحة كلما ظهرت جزئية صعبة، إنما أن نتعامل مع الأمر باتزان. فإن أتمننا مرحلة القراءة أمسكنا دفاترنا ودوّنا ملخصاتنا.
ثم يحين وقت الاستظهار، الذي يعني قدرتك على استرجاع الأفكار الأساسية والتفصيلات الهامة في ما درسته والتعبير عنها بأسلوبك، ويتم ذلك بأن تتوقف عند كل فقرة وتسمّع لنفسك ما قرأته ودرسته ثم تثبت ما عرفته وتستدرك وتصحح أخطاءك.
وليتم لك القضاء على النسيان، لا بد من خطوة المراجعة، والوقت الأمثل لها لا يكون قُبيل الاختبارات بل مع إتمام كل مبحثٍ أو فصلٍ ندرسه ثم نكررها مع قدوم الاختبارات. وتكون طريقتها بتكرار الخطوات الأربع التي ذكرناها قبلها: التصفح والأسئلة والقراءة والاستظهار.
الفكرة من كتاب فن الدراسة
يُقبل العام الدراسي بما يحمله من آمال ومشكلات، ونتذكر أن للدراسة هدفين أساسيين، هما اكتساب قدر من المعرفةِ وقدر من المهارة العملية في مجالٍ ما، وإن مضينا فيها على نهجٍ سليم حققنا الهدف بيُسرٍ واستمتعنا، وإن سلكنا فيها طرقًا وعرة ملتوية بذلنا جهدًا كبيرًا وجنينا من الثمار القليل. وهذا الكتاب إنما يهدف إلى بيان النهج السليم الذي ينبغي لنا السير به في دراستنا.
فإن كنت تشكو قلة التحصيل مع كثرة الجلوس بين الكتب، أو تشكو النسيان أو الكسل أو الملل حين يتعلق الأمر بالدراسة، فرافقِنا في رحلتنا مع هذا الكتاب.
مؤلف كتاب فن الدراسة
عبد الرحمن رأفت الباشا، كاتب وأديب سوري، ولد بإدلب عام 1920، ابتُعث إلى القاهرة وحصل على الشهادة العالية في كلية أصول الدّين في الأزهر عام 1945م، وشهادة اللّيسانس في الأدب العربي من كلية الآداب بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليًا)، ثم حصل على درجة الماجستير عام 1965م، ثم الدكتوراه في الجامعة نفسها عام 1967م. عمل في تدريس اللغة العربية في سوريا، وعُين كبيرًا لمفتشي اللغة العربية هناك ثم أستاذًا محاضرًا في كلية الآداب بجامعة دمشق، ثم درس في المعاهد العلمية السعودية، وفي كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وكان رئيس قسم البلاغة والنّقد ومنهج الأدب الإسلامي فيها، ومسؤولًا عن لجنة البحث والنشر في الجامعة. وقد اشتهر بحبه للغة العربية، وكان أحد مؤسسي رابطة الأدب الإسلامي العالمية. وتوفي عام 1986 في إسطنبول.
من مؤلفاته: صور من حياة الصحابة، وصور من حياة التابعين، والعدوان على العربية عدوان على الإسلام، ونحو مذهب إسلامي في الأدب والنقد، وفن الامتحان بين الطالب والمعلم، ورواية أرض البطولات.