السيكودراما
السيكودراما
الدراما مشتقَّة من الكلمة اليونانية Dran ومعناها الحرفي الفعل، والسيكودراما عبارة عن الجمع بين الدراما كنوع من أنواع الفنون وبين النفس، وهي مسرحية درامية تؤديها مجموعة بهدف التخفيف من عزلة الفرد، وتستخدم الجسد في التعبير والحركة.
السيكودراما نوع من أنواع العلاج النفسي، وأسلوب يستخدم في التشخيص والعلاج قائم على ميكانزم الإسقاط، تكمن وظيفتها في التعبير عن الانفعالات والمشاعر من خلال تمثيل مواقف حدثت في الماضي أو تحدث في الحاضر أو يتوقَّع حدوثها في المستقبل ليصل الفرد إلى حل الصراعات التي يعانيها .
في السيكودراما يختار المريض المشهد الذي يمثِّله ويعيد تمثيل خبراته غير المؤلمة ويعيشها من جديد على المسرح، والمشكلات التي يتم عرضها إما أن تكون مشكلات خاصة بالمريض، وإما مشكلات خاصة بالجماعة، وتكون مشكلات حقيقية يعانونها، ويتم عرضها بطريقة تلقائية دون تدريب ودون الالتزام بنص محدَّد.
للسيكودراما أربع قواعد جوهرية، وهي أن الإنتاج الذي يتم في الجلسة يُعدُّ مرجعًا للمعالج في الملاحظة والتوجيه، ويتم تمثيل المشهد على أنه في الوقت الحاضر حتى لو كان المشهد الذي يتم تمثيله من الماضي أو متوقعًا حدوثه في المستقبل، ويُستبدل التداعي الحر المستخدم في جلسات التحليل النفسي بالتفاعل والحركة التي تتضمَّن الكلمات، وإحلال المساحة الاجتماعية متعدِّدة الأبعاد أو المسرح محل المساحة التي كانت مخصَّصة للمعالج والمريض فقط.
الفكرة من كتاب السيكودراما
تقتصر معرفة البعض عن الدراما على أنها مجرد وسيلة للترفيه والتسلية، ولكن تم تطويرها لتصبح أسلوبًا علاجيًّا، يعرض هذا الكتاب كيف بدأ المسرح من الرقص وكيف تم تطوير المسرحيات إلى أسلوب علاجي للحالات النفسية ومشكلات العلاقات بين الشخصية كأسلوب يجمع بين الدراما وعلم النفس، ويدمج الحركة في العلاج النفسي بدلًا من اعتماده على الكلام، وأصبح وسيلة مؤثرة وفعالة للتعبير عن مشاعر الفرد العميقة واحتياجاته وصراعاته.
مؤلف كتاب السيكودراما
جاكوب ليفي مورينو: ولد في رومانيا لأبوين من اليهود الشرقيين، وتزوَّج من خبيرة في السيكودراما تدعى “زيركا مورينو”، والتي استكملت عمله بعد وفاته، نشأ في النمسا ودرس الطب والرياضة والفلسفة، وكان أحد تلاميذ فرويد، شغل منصبًا في جامعة كاليفورنيا والمدرسة الجديدة للبحث الاجتماعي، أسَّس مملكة الطفل وأنشأ المسرح المرتجل، وأنشأ أول جمعية للعلاج بالسيكودراما، ويعدُّ أب المسرح التلقائي والعلاج الجماعي والسيكودراما، ومن رواد المسرحية الاجتماعية وقياس العلاقات الاجتماعية، له العديد من المؤلفات في السيكودراما والأساليب السوسيومترية.
من مؤلفاته: “المسرح العفوي”، و”من سيبقى؟”، و”مستقبل عالم البشر”.
معلومات عن المترجم:
محمد أحمد محمود خطاب: أستاذ مساعد بقسم علم النفس جامعة عين شمس، وعضو الهيئة العلمية بمركز الإرشاد النفسي بالجامعة، واستشاري التحليل والعلاج النفسي، وحاصل على ثلاث درجات دكتوراه، له العديد من المؤلفات والكتب التي قام بترجمتها، ومنها: “اختبار اليد الإسقاطي”، و”اضطرابات النطق والكلام واللغة وعلاقتها بالاضطرابات النفسية”، و”التحليل النفسي بين الماركسية والرأسمالية”.