الرقص كوسيلة للتعبير عن المشاعر
الرقص كوسيلة للتعبير عن المشاعر
تفرَّعت جميع الفنون من الرقص، فالرقص أقدم وسيلة استخدمتها الشعوب البدائية للتنفيس عن انفعالاتهم ومشاعرهم العميقة لنقص قدرتهم على التعبير اللفظي واستخدام الكلمات، فالجسد يعبِّر عن المشاعر في قيامه بحركات موازنة وإيقاعية، وكان الرقص طقسًا دينيًّا يتم استخدامه للتواصل مع الآلهة والصلاة لهم وشكرهم والثناء عليهم، وكان هذا الطقس الديني بداية ظهور المسرح.
ترجع البدايات الحقيقية للمسرح إلى اليونان في القرن الخامس قبل الميلاد، حيث لم يقتصر المسرح على المعابد وتناول موضوعات متعلقة بالحياة، أثَّرت الأساطير والطقوس اليونانية في نشأة الدراما، حيث قام بعض الشعراء بكتابة مسرحيات درامية بعد الحفلات التي كانت تقام للآلهة، وسُمِّيت المسرحيات في هذا العصر بالمسرحيات الكلاسيكية التي تنقسم إلى ثلاثة أنواع: مسرحيات التراجيديا ومسرحيات الكوميديا ومسرحيات الساتيري.
التراجيديا تعني المأساة أو الفاجعة، ومن أهم مؤلفيها: إسخيلوس وسوفوكليس ويوريبيدس، ومن خصائص التراجيديا أنها تصوِّر الأفعال النبيلة، ولها طول محدَّد، ولغتها مُنَمَّقة، وتؤدي إلى التنفيس عن الانفعالات من خلال إثارة مشاعر وانفعالات عند المشاهدين.
الكوميديا تعني اللهو الساخر، ومن أشهر مؤلفيها: أريستوفانيس وميناندر، ومن خصائصها عدم الالتزام بوحدة للزمان أو المكان أو الموضوع، واتصاف شخصياتها بالهزل، وتدنِّي اللغة المستخدمة وعدم إعطاء أهمية للقضاء والقدر.
الفكرة من كتاب السيكودراما
تقتصر معرفة البعض عن الدراما على أنها مجرد وسيلة للترفيه والتسلية، ولكن تم تطويرها لتصبح أسلوبًا علاجيًّا، يعرض هذا الكتاب كيف بدأ المسرح من الرقص وكيف تم تطوير المسرحيات إلى أسلوب علاجي للحالات النفسية ومشكلات العلاقات بين الشخصية كأسلوب يجمع بين الدراما وعلم النفس، ويدمج الحركة في العلاج النفسي بدلًا من اعتماده على الكلام، وأصبح وسيلة مؤثرة وفعالة للتعبير عن مشاعر الفرد العميقة واحتياجاته وصراعاته.
مؤلف كتاب السيكودراما
جاكوب ليفي مورينو: ولد في رومانيا لأبوين من اليهود الشرقيين، وتزوَّج من خبيرة في السيكودراما تدعى “زيركا مورينو”، والتي استكملت عمله بعد وفاته، نشأ في النمسا ودرس الطب والرياضة والفلسفة، وكان أحد تلاميذ فرويد، شغل منصبًا في جامعة كاليفورنيا والمدرسة الجديدة للبحث الاجتماعي، أسَّس مملكة الطفل وأنشأ المسرح المرتجل، وأنشأ أول جمعية للعلاج بالسيكودراما، ويعدُّ أب المسرح التلقائي والعلاج الجماعي والسيكودراما، ومن رواد المسرحية الاجتماعية وقياس العلاقات الاجتماعية، له العديد من المؤلفات في السيكودراما والأساليب السوسيومترية.
من مؤلفاته: “المسرح العفوي”، و”من سيبقى؟”، و”مستقبل عالم البشر”.
معلومات عن المترجم:
محمد أحمد محمود خطاب: أستاذ مساعد بقسم علم النفس جامعة عين شمس، وعضو الهيئة العلمية بمركز الإرشاد النفسي بالجامعة، واستشاري التحليل والعلاج النفسي، وحاصل على ثلاث درجات دكتوراه، له العديد من المؤلفات والكتب التي قام بترجمتها، ومنها: “اختبار اليد الإسقاطي”، و”اضطرابات النطق والكلام واللغة وعلاقتها بالاضطرابات النفسية”، و”التحليل النفسي بين الماركسية والرأسمالية”.