أبقراط وديسقوريدس وجالينوس
أبقراط وديسقوريدس وجالينوس
أبقراط هو أحد أهم وأشهر الأطباء في التاريخ، ولقبه العرب بأبي الطب، وقد تميز بنبل أخلاقه الظاهر في قسمه الذي سماه العرب بعهد أبقراط. ولد في جزيرة يونانية صغيرة في القرن الخامس قبل الميلاد، في زمنٍ غلب فيه السحر والشعوذة واستغلال المرضى، فأخذ أبقراط الطب إلى الإطار العلمي بالفحص الإكلينيكي والاستنتاج المنطقي، وكان ذا باعٍ في العلوم الطبيعية، وبنى علاجه على مبدأ الحيوية الذي يرى أن الجسد يحيا بعنصر غير مادي هو النفس، ومبدأ الأخلاط الذي يرى أن الأشياء تتكون من أربعة عناصر هي الحار والبارد والرطب واليابس، وأن المرض يحدث نتيجة لاختلال نِسب هذه العناصر، والمبدأ الطبيعي الذي يعني محاكاة الطبيعة في المعالجة. ووصف أبقراط كثيرًا من الأمراض وصفًا دقيقًا، وظلت بعض أقسام علم الجراحة الأبقراطي الأفضل بلا منازع حتى القرن الثامن عشر ، ومن مؤلفاته كتاب الأجنة وكتاب الأمراض الحادة.
ومات أبقراط تاركًا تلاميذه على نهجه، لكن مع الوقت فقدت المدرسة الأبقراطية رونقها، ونهضت مدرسة الإسكندرية التجريبية، ثم انتقل الطب إلى روما.
أما ديسقوريدس فهو أول من تخصص في الأعشاب الطبية، وهو طبيب يوناني ولد في القرن الأول بعد الميلاد بآسيا الصغرى، وساعدته مصاحبته للجيش بوصفه طبيبًا على استكشاف أعشاب جديدة والتحقق مما ذُكر في كتب من سبقوه، ويضم كتابه المعروف بكتاب الحشائش أكثر من ستمئة عشبة وبعض الأدوية المعدنية والدهانات والزيوت، وقد تُرجم ذلك الكتاب إلى العربية في بغداد أيام الخليفة العباسي جعفر المتوكل.
وأما جالينوس، فقد ولد عام 131م في برجامون بآسيا الوسطى، وكانت مدينةً ذات ثقافة عالية تقارب الإسكندرية، فمنحته الفرصة لاكتساب ثقافة فلسفية وطبية، وكانت له رحلات علمية، ثم ذهب إلى روما ليصير طبيبًا شهيرًا وأستاذًا في التشريح. اهتم بمنهج أبقراط،واهتم بالتجارب العلمية، وكان يحضر الأدوية بنفسه، وألف كتبًا كثيرة منها كتاب “في أن الطبيب الفاضل يجب أن يكون فيلسوفًا” وكتاب حيلة البرء وكتاب الأدوية المفردة وكتاب تركيب الأدوية، واهتم العرب بكتبه وترجمتها.
الفكرة من كتاب تاريخ الصيدلة والعقاقير.. في العهد القديم والعصر الوسيط
ما الصيدلة؟ وكيف بدأت حكاياتها؟ كيف كانت في الحضارات القديمة في مصر والعراق؟ وكيف كانت عند اليونان، وعند العرب والمسلمين؟
يأخذنا الكتاب في جولةٍ تاريخيةٍ نجيب فيها عن هذه الأسئلة ونتعرف بعضًا من أعلام الصيدلة والطب في عصور وأزمنة مختلفة، وعددًا من الأدوية والعقاقير التي جرى استعمالها منذ زمن بعيد، والتي يستعمل بعضها إلى يومنا هذا.
مؤلف كتاب تاريخ الصيدلة والعقاقير.. في العهد القديم والعصر الوسيط
جورج شحاته قنواتي، مفكر وراهب مصري، ولد بالإسكندرية عام 1905م، ودرس الصيدلة بجامعة اليسوعيين في بيروت والكيمياء في جامعة ليون بفرنسا، ومارس الطب والكيمياء لسنوات في مصر. ثم حصل على الدكتوراه في الفلسفة واللاهوت من جامعة الدومنيكان بفرنسا وبلجيكا، وعاد إلى مصر ليعمل بدير الآباء الدومنيكان. كان عضوًا في كثيرٍ من اللجان العلمية ومحاضِرًا في جامعات عربية وأوروبية، وكان مهتمًّا بالسلام وحوار الأديان. وتوفي عام 1994م.
من كتاباته: «مُؤلَّفات ابنِ سينا»، و«مُؤلَّفات ابنِ رُشْد»، و«المسيحيون في مِصر»، و«المَسيحيَّة والحضارة العربيَّة»، و«تاريخ الصيدلةِ والعقاقيرِ عندَ العرب».