في مصر القديمة
في مصر القديمة
تعد الحضارة المصرية القديمة واحدة من أعرق الحضارات وأكثرها ثراء، ويمكننا معرفة حال الطب والصيدلة في تلك الحضارة بفحص الهياكل العظمية والمومياوات، وملاحظة آثارها وما عليها من صور ونقوش، ودراسة البرديات الطبية مثل بردية أدوين سميث المكتشفة في الأقصر عام 1861، ووصفت أحوالًا مرضية بغير علاجات، وبردية إيبرس التي احتوت على 811 وصفة طبية، وبردية هيرست، وكذلك قراءة ما كتبه المؤرخون مثل ديودور الصقلي وهيرودوت الذي وصفهم بأنهم أصح شعوب العالم أجسادًا بعد الليبين؛ وبالنظر في طبيعة الغذاء عند المصريين القدماء نجد إكثارهم من الخبز وأكلهم للفواكه والخضراوات النيئة والمطبوخة، كما كانت بعض الأطعمة محرمة مثل الفول ولحم الخنزير، وكان لهم اهتمام كبير بالنظافة والصحة العامة، وقد أبدوا براعةً كبيرة في الجراحة مثلًا، ومع ذلك نجدهم يستعملون مواد غريبة في العلاجات اعتمادًا على اعتقادات بدائية سحرية.
ومن النباتات التي استعملها المصريون القدماء في العلاجات المختلفة: البابونج (الأقحوان) والبصل المذكوران في بردية هيرست، والشبث الذي ذُكر في بردية إيبرس أنه يُعالج وجع الرأس، والخروع الذي استُعمل زيته مسهلًا ولدهن الشعر وتقويته، والخشخاش الذي استعمل لخاصيته المسكنة، والخروب، والكمون، وإكليل الجبل، والتين، والينسون، والحنظل، واستعملوا نباتات عديدة في الزينة وفي صناعة العطور، وكانت بعض الأدوية تحتوي على مكونات من مصادر حيوانية مثل الأفاعي، أو مكونات معدنية مثل الرصاص والجرانيت والكهرمان. وقد حضروا العقاقير بصور مختلفة مثل المراهم والحبوب والقطرات والحقن الشرجية، وحضروا منقوعات النباتات أو مغلياتها في النبيذ أو الجعة أو المياه المعدنية.
أما التحنيط عند المصريين القدماء فكان مرتبطًا باعتقاداتهم الدينية حول الحياة الأخرى، وكان أساسه تجفيف الجسم تمامًا وحفظه بعيدًا عن الرطوبة، إما بالحرارة وإما بالمواد الكيميائية، مثل النطرون الذي اعتمد عليه المصريون، وكان هناك أناس متخصصون في التحنيط يحنطون الجثث بثلاث طرق مختلفة، تبعًا للمستوى المادي للميت وأهله.
الفكرة من كتاب تاريخ الصيدلة والعقاقير.. في العهد القديم والعصر الوسيط
ما الصيدلة؟ وكيف بدأت حكاياتها؟ كيف كانت في الحضارات القديمة في مصر والعراق؟ وكيف كانت عند اليونان، وعند العرب والمسلمين؟
يأخذنا الكتاب في جولةٍ تاريخيةٍ نجيب فيها عن هذه الأسئلة ونتعرف بعضًا من أعلام الصيدلة والطب في عصور وأزمنة مختلفة، وعددًا من الأدوية والعقاقير التي جرى استعمالها منذ زمن بعيد، والتي يستعمل بعضها إلى يومنا هذا.
مؤلف كتاب تاريخ الصيدلة والعقاقير.. في العهد القديم والعصر الوسيط
جورج شحاته قنواتي، مفكر وراهب مصري، ولد بالإسكندرية عام 1905م، ودرس الصيدلة بجامعة اليسوعيين في بيروت والكيمياء في جامعة ليون بفرنسا، ومارس الطب والكيمياء لسنوات في مصر. ثم حصل على الدكتوراه في الفلسفة واللاهوت من جامعة الدومنيكان بفرنسا وبلجيكا، وعاد إلى مصر ليعمل بدير الآباء الدومنيكان. كان عضوًا في كثيرٍ من اللجان العلمية ومحاضِرًا في جامعات عربية وأوروبية، وكان مهتمًّا بالسلام وحوار الأديان. وتوفي عام 1994م.
من كتاباته: «مُؤلَّفات ابنِ سينا»، و«مُؤلَّفات ابنِ رُشْد»، و«المسيحيون في مِصر»، و«المَسيحيَّة والحضارة العربيَّة»، و«تاريخ الصيدلةِ والعقاقيرِ عندَ العرب».