ما الصيدلة؟
الصيدلة، كما في العدد الأول من نشرة جمعية الصيدلة المصرية، هي: “فن علمي يبحث في أصول الأدوية سواء أكانت نباتية أم حيوانية أم معدنية، من حيث تركيبها وتحضيرها ومعرفة خواصها الكيميائية والطبيعية وتأثيرها الطبيعي وكيفية استحضار الأدوية المركبة منها”، ما يعني أن تاريخ الصيدلة متمثل في تاريخ الأدوية.
وإذا نظرنا في المصطلحات المتعلقة بالصيدلة في اللغات المختلفة، وجدنا في العربية ما يذكره البيروني بأن الصيدلي أو الصيدلاني هو: “المحترف بجمع الأدوية على أحمد صورها واختيار الأجود من أنواعها”، ويرى أن كلمة صيدلاني كانت تدل في أصلها (جندلاني) على من يجمع الأعشاب النافعة للعلاج، وكان في اللاتينية في القرون الوسطى يسمى herbarius أو aromatarius. والصيدلاني ليس بائعًا أو بقالًا، وإنما هو عالم فني له مكانته الاجتماعية والعلمية.
والدواء يسمى في الصيدلة عقارًا، وهو مشتق من كلمة آرامية تعني أصول النبات، ويقابلها في اليونانية pharmakon التي تدل على الأثر السحري للأعشاب الطبية، أو على سمٍّ نُزع منه الضرر، أو على الشفاء والتطهير، واشتقت منها كلمات في اللغات الأوروبية مثل pharmacist، وكلمة apothecary كانت تعني دُكان الأدوية، وكلمة أقراباذين يونانية الأصل تشير إلى الأدوية المركبة، واصطلح علماء متأخرون على جعلها ترجمة لكلمة pharmacology وهو العلم المهتم بخواص الأدوية وطبائعها.
والصيدلة كانت في البداية مرتبطة كثيرًا بالطب، إذ كان الطبيب يُعد بنفسه الأدوية التي يصفها للمرضى.
وكانت الصيدلة تتداخل مع السحر في عصورٍ قديمة (وظلت كذلك في العصر الحديث مع بعض الطبقات الاجتماعية)، لذا ينبغي أن يفرق من يطالع الكتب القديمة بين ما تناقلته الأجيال من خبرات في علاج بعض الأمراض ليستفيد منها، وبين ما قد تحتوي عليه من تعاويذ وخرافات.
الفكرة من كتاب تاريخ الصيدلة والعقاقير.. في العهد القديم والعصر الوسيط
ما الصيدلة؟ وكيف بدأت حكاياتها؟ كيف كانت في الحضارات القديمة في مصر والعراق؟ وكيف كانت عند اليونان، وعند العرب والمسلمين؟
يأخذنا الكتاب في جولةٍ تاريخيةٍ نجيب فيها عن هذه الأسئلة ونتعرف بعضًا من أعلام الصيدلة والطب في عصور وأزمنة مختلفة، وعددًا من الأدوية والعقاقير التي جرى استعمالها منذ زمن بعيد، والتي يستعمل بعضها إلى يومنا هذا.
مؤلف كتاب تاريخ الصيدلة والعقاقير.. في العهد القديم والعصر الوسيط
جورج شحاته قنواتي، مفكر وراهب مصري، ولد بالإسكندرية عام 1905م، ودرس الصيدلة بجامعة اليسوعيين في بيروت والكيمياء في جامعة ليون بفرنسا، ومارس الطب والكيمياء لسنوات في مصر. ثم حصل على الدكتوراه في الفلسفة واللاهوت من جامعة الدومنيكان بفرنسا وبلجيكا، وعاد إلى مصر ليعمل بدير الآباء الدومنيكان. كان عضوًا في كثيرٍ من اللجان العلمية ومحاضِرًا في جامعات عربية وأوروبية، وكان مهتمًّا بالسلام وحوار الأديان. وتوفي عام 1994م.
من كتاباته: «مُؤلَّفات ابنِ سينا»، و«مُؤلَّفات ابنِ رُشْد»، و«المسيحيون في مِصر»، و«المَسيحيَّة والحضارة العربيَّة»، و«تاريخ الصيدلةِ والعقاقيرِ عندَ العرب».