الأحلام
الحلم هو النتيجة العقلية لشيء من النشاط في مركز الإحساس، أو يقظة الإدراك لدرجة ما في أثناء النوم، وهو نشاط عقلي خلال النوم، لذلك لا يحلم الإنسان في أعمق مراحل نومه كما يظن معظم الناس، بل الحلم هو سير الإنسان نحو استعادة إدراكه، وتبلغ الأحلام درجة من الوضوح أحيانًا فتوقظ النائم من نومه، ويؤكد علماء وظائف الأعضاء أن منشأ الحلم من الوجهة العقلية هو أداء أحد مراكز المخ لوظيفته، والرؤيا هي أفضل مثال، فهي تنتج عن قيام مركز الإبصار بعمليته، في حين أنه لا يرى شيئًا في أثناء النوم الصحي العميق، لأن العينين تكونان مغلقتين، فلا تصل تنبيهات عصبية من شبكة المخ إلى العين، أما عن السبب الفسيولوجي للرؤيا أو حلم المرئيات فهو نتيجة نشاط جزء من مركز الإبصار في المخ في حين أن باقي المركز يكون ساكنًا، والرؤيا نشاط في مركز الإبصار لا يقابله نشاط في شبكية العين، والتنبيهات العصبية قد تنشأ بالجلد أو العضلات والأعضاء الداخلية، فالتنبيهات التي تنشأ بالجلد عليها السير بطبيعة الحال لمركز يسجل الإحساسات الجلدية، لكنها عندما تصل إلى المركز تجده نائمًا، فلا يمكنها الدخول فتتجه إلى مركز الإبصار، لتصير هي الأساس الجسدي لأحد الأحلام، وتُدعى هذه التنبيهات «الزائغة» لأنها تحيد عن طريقها وتتجه إلى مركز الإبصار الذي يعمل أكثر من سائر الأعضاء، والطريق مفتوح إليه، ويمكننا أن نطلق على هذه التيارات “باعثات الأحلام”، وقد سمي الحلم رؤيا لأن أغلب الأحلام من هذا النوع خاصة بالمرئيات، لكن باستطاعة مركز السمع أن يحلم أيضًا فيسمع الإنسان أصوات أشياء أو أشخاص أو آلات موسيقية، وأما الاهتلاس فهو الإدراك الناجم عن وجود مركز من مراكز الإحساس نشطًا في حين يكون عضو الحس المتصل به ساكنًا، ويمكن القول إن كل حلم هو اهتلاس حسي لشخص عاقل نائم.
الفكرة من كتاب مستقبل النوم
إن النوم هو أحد معجزات العالم المتكررة يَوْمِيًّا، يضطرُّك إلى الاستلقاء فاقدًا وعيك عن قصد خلال الساعات الثماني التالية، فهو برزخ خاص بين الحياة والموت، وقواعد النوم الصحية في عالمنا لم تلقَ بعد الاهتمام الكافي، لذا فمن الجيد البحث في العوامل المؤدية إلى النوم الصحي، وإدراك الفرق بين النوم السوي والشاذ، ومعرفة منشأ الأحلام، والتنبؤ بما سيكون للنوم من شأن عظيم في الغد القريب.
مؤلف كتاب مستقبل النوم
ديفيد فريزر- هاريس: وهو كاتب اسكتلندي شهير، وأستاذ فسيولوجي، درس بجامعة جلاسكو وتابع دراساته العليا في جامعات برن وهايدلبرج وزيورخ، وعمل أستاذًا بجامعات عدة، وآخر مناصبه العلمية كانت أستاذًا للفسيولوجي بجامعة دالهوزي، استطاع المؤلف أن يمزج بين الطب ومعرفته التاريخية، ومن أهم مؤلفاته: “الأعصاب”، و”الأسس الكيميائيَّة للحياة”، وانتهت مسيرته الحافلة بوفاته عام 1937.
معلومات عن المترجم:
الدكتور محمد بدران: مؤلف وواحد من أبرز المترجمين المصريين في العصر الحديث، وأطلق عليه محمد شفيق غربال لقب “عمدة المترجمين”، حصل على الدكتوراه بأطروحة عن “الملل والنحل”، كما عمل بالتدريس بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، ومدرس بمعهد الصحافة، وتولى إدارة الثقافة في وزارة التربية والتعليم، وعام 1914 شارك في تأسيس لجنة التأليف والترجمة والنشر، وألف كتاب “الفلسفة في الميزان وتأسيس القواعد من القرآن”، كما ترجم وراجع كتبًا أجنبية عدة أهمها: “تاريخ المسألة المصرية”، و”معالم في تاريخ الإنسانية”، و”هنري السادس”، و”موسوعة تاريخ العالم”.