النوم الصحي
النوم الصحي
من المعروف أن غرف النوم لا بد أن يكون لها اتصال مباشر بالهواء الخارجي، والغرف التي لم يجدَّد فيها الهواء ليوم كامل قد تسبِّب مرض السل لساكنيها، فيحسن أن تدخل الشمس إلى غرف النوم يوميًّا، إذ إنها تعمل كمطهِّر قاتل لجراثيم عديدة، ويجب أن تُراعَى هذه الملاحظات في غرف نوم الأطفال أكثر من الكبار، فالأطفال لا يمكنهم النجاة مما ينجو منه الكبار، كما يجب أن يناموا طويلًا دون إيقاظهم لاستذكار دروسهم أو عمل واجباتهم بمعدات خاوية قبل الفطور، وقد استخدمت هذه الوسائل القاسية والمضرَّة بالصحة بالمدارس قديمًا، فكانوا ينتزعون الأطفال من أسرَّتهم الدافئة ويأمرونهم بارتداء ملابسهم فورًا، ليخرجوا من بيوتهم في البرد والظلام ذاهبين إلى حجرات الدراسة الباردة. وكون بعض العظماء وذوي العقول الكبيرة قضوا حياتهم بعدد ساعات نوم قليلة، فلا يعني ذلك أن نتخذهم أمثلة ونسير على منوالهم، لامتلاكهم قدرات عقلية وذكاء يفوق العامة، ويتمثل النوم الصحي في عاملين، هما: منع الأرق وعلاجه، ونقصد هنا الأرق الناشئ عن أسباب آلية، ككون الحاشية أو المرتبة غير صحية كمرتبات الريش التي كانت تستخدم في العصور الماضية، وكذلك قلة الملابس أكثر من اللازم أو كثرتها، وبرودة القدمين من أسباب الأرق، كما أنه شائع عند الكتاب والممثلين ورجال العلم والمفكرين بشكل عام، بسبب نشاط المخ المفرط، وبعض حالات الأرق تنجم عن الانفعالات التي عاناها الشخص قبل نومه، وعلاج كل هذه الحالات يتمثَّل في أساس واحد، هو محاولة الشخص تقليل الدم في المخ، بانتقال بعضه إلى أجزاء الجسد الأخرى، ويمكن فعل ذلك عن طريق جعل الدم الزائد ينتقل من المخ إلى المعدة، بتناول الشخص أكلة صغيرة دافئة سهلة الهضم قبيل نومه، كما أن حمامًا ساخنًا وبعض التدليك مجتمعين يمكنهما إزالة ما يصيب العضلات من تصلُّب وألم بسبب الإجهاد الطويل، مما يؤدي في النهاية إلى التخلُّص من الأرق، والخلود إلى النوم في هدوء.
الفكرة من كتاب مستقبل النوم
إن النوم هو أحد معجزات العالم المتكررة يَوْمِيًّا، يضطرُّك إلى الاستلقاء فاقدًا وعيك عن قصد خلال الساعات الثماني التالية، فهو برزخ خاص بين الحياة والموت، وقواعد النوم الصحية في عالمنا لم تلقَ بعد الاهتمام الكافي، لذا فمن الجيد البحث في العوامل المؤدية إلى النوم الصحي، وإدراك الفرق بين النوم السوي والشاذ، ومعرفة منشأ الأحلام، والتنبؤ بما سيكون للنوم من شأن عظيم في الغد القريب.
مؤلف كتاب مستقبل النوم
ديفيد فريزر- هاريس: وهو كاتب اسكتلندي شهير، وأستاذ فسيولوجي، درس بجامعة جلاسكو وتابع دراساته العليا في جامعات برن وهايدلبرج وزيورخ، وعمل أستاذًا بجامعات عدة، وآخر مناصبه العلمية كانت أستاذًا للفسيولوجي بجامعة دالهوزي، استطاع المؤلف أن يمزج بين الطب ومعرفته التاريخية، ومن أهم مؤلفاته: “الأعصاب”، و”الأسس الكيميائيَّة للحياة”، وانتهت مسيرته الحافلة بوفاته عام 1937.
معلومات عن المترجم:
الدكتور محمد بدران: مؤلف وواحد من أبرز المترجمين المصريين في العصر الحديث، وأطلق عليه محمد شفيق غربال لقب “عمدة المترجمين”، حصل على الدكتوراه بأطروحة عن “الملل والنحل”، كما عمل بالتدريس بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، ومدرس بمعهد الصحافة، وتولى إدارة الثقافة في وزارة التربية والتعليم، وعام 1914 شارك في تأسيس لجنة التأليف والترجمة والنشر، وألف كتاب “الفلسفة في الميزان وتأسيس القواعد من القرآن”، كما ترجم وراجع كتبًا أجنبية عدة أهمها: “تاريخ المسألة المصرية”، و”معالم في تاريخ الإنسانية”، و”هنري السادس”، و”موسوعة تاريخ العالم”.