خطبة الجمعة والدعوة العصرية
خطبة الجمعة والدعوة العصرية
وسط التقدم الهائل في القرن العشرين، حيث الصواريخ تنطلق إلى الشمس والأقمار الصناعية تدور في الفضاء والأعمى يتحسس طريقه بعقل إلكتروني ووسط هذا التطور والتنوع في الوسائل التعليمية التي تبهر العقول، لا نزال نرى بعض شيوخ الجوامع يخطب الناس عن منبر القرون الماضية، وأقصى ما يصل إليه في الدعوة إلى الإسلام يتمثل في تخويف المؤمنين البسطاء الذين سعوا إليه ليعرفوا عن دينهم بأن مصيرهم الحرق في جهنم إذا كانوا ممن يتأخرون في الصلاة فسوف يحرقهم الله في جهنم. فهل هذا هو الإسلام كله؟ وهل هذا غاية ما تصبو إليه خطب الجمعة؟!
يؤكد الدكتور مصطفى محمود أن هذا ليس صحيحًا، فهناك ما يسمى بالدعوة العصرية ووجب على أولئك الخطباء على المنابر الاجتهاد في فهم القرآن على ضوء المعارف الجديدة وهذا أمر واجب في الدعوة؛ فالقرآن موسوعة كبرى حوت كل شيء، وليس كما زعم البعض أنه كتاب عقيدة وأخلاق وتشريع فقط، وهذا الاجتهاد مطلوب ولا خوف على القرآن منه، فقد كتبت الآف التفاسير المختلفة ولم يضر هذا الاختلاف في القرآن شيء، وإنما كشف عن خصوبة هذا الكتاب وملاءمته لكل زمان ومكان.
ويأتي بعد ذلك أهم جانب في الدعوة العصرية ألا وهو القدرة على مخاطبة الشباب بأسلوبهم وأدواتهم لا بأساليب الأمس؛ فهم يذهبون إلى السينما والمسرح ويستمعون إلى الأغاني، فيجب أن تُوظف الدعوة بحيث تدخل إليهم من هذه المداخل كالقنوات وغيرها.إذ وجب على الدعاة اختيار قوالب الدعوة العصرية والتحرر من الكلاسيكية المكررة المحفوظة واستخدام العبارة الموضوعية والنظرة الموضوعية التي تعالج مشكلاتهم لأن أسلوب خطبة الجمعة التقليدية لم يعد يناسب الحال الآن في ظل تيسر الأدوات والمغريات التي تسابق رجال الدين إلى قلوب الشباب.
وينصح الدكتور مصطفى محمود الدعاة بأن يكون عندهم إلمام بجميع الفلسفات والمذاهب الجديدة وأساليب الرد حتى يستطيعوا مناقشة الشباب وفهم مشكلاتهم.
الفكرة من كتاب القرآن كائن حي
يتحدث الكاتب في هذا الكتاب عن اللغة القرآنية وربط القرآن بمجالات الحياة كافة، فيه يقود تذوقنا بأسلوبه السلس الفلسفي العميق المعنى والبسيط لفظًا، ويدفع فينا طاقات التأمل والتدبر في كلمات هذا الكتاب الرباني، فلم يقتصر فيه على لغة القرآن بوصفها لغة معجزة وحسب بل تطرق إلى مواضيع عدة في شتى مناحي الحياة التي كانت وما زالت نراها تتجسد حية كلها في القرآن.
مؤلف كتاب القرآن كائن حي
مصطفى محمود، طبيب وفيلسوف وكاتب مصري، ولد عام 1921 في أسرة متوسطة الحال، تخرج في كلية الطب، وتخصص في الأمراض الصدرية.
تفرغ للكتابة والبحث العلمي، وقدم ببرنامجه التلفزيوني الشهير (العلم والإيمان)، وهو برنامج يتخذ من الصورة والمادة العلمية والتأمل الصوفي مدخلًا إلى الإيمان بالله.
توفي في عام 2009 عن عمر ناهز الـ88 عامًا.