حِسُّ المسؤولية
حِسُّ المسؤولية
المهام الأسرية مهام تكاملية لا فردية، وهذا ما يجعل الأسرة عبارة عن سلسلة مترابطة ومُحكمة الغلق، لذا كان من أهم ما يُربَّى عليه الطفل هو أخلاقية العمل وحِسّ المسؤولية، ولكي يمتلك الإنسان حِسّ المسؤولية ينبغي أن يفعل ثلاثة أشياء: القيام بواجباته بقصارى جهده وقدرته، وتقديم العون للآخرين، وتقبُّل المحاسبة وقبول تحمُّل مسؤولية كامل تصرُّفاته، وإذا اجتمعت الثلاثة في الإنسان انضبط حِس المسؤولية عنده، ويمكن غرس ذلك في الطفل من خلال تكليفه بأعمال منزلية منها واجبات إلزامية ومنها مهام يُكلف بها ومنها مساهمة منه لباقي أفراد الأسرة بلا أجر حتى يستشعر قدر مسؤوليته وأهميته وإخلاصه، مع تعليمه أن حسن عمله وإتقانه للالتزامات مهم وضروري، ويمكن بدء غرس ذلك فيه بعد فترة قصيرة من عامه الثالث.
وحديثًا توقف الأهل عن تكليف أبنائهم بأي مسؤولية منزلية مما نقل الأطفال من كونهم يُربَّون على المسؤولية والإصلاح إلى الاغترار بالنفس والتركيز على الذات، وتحول الأهل إلى أن يعاملوا أطفالهم كملوك يجب عليهم خدمتهم والقيام بواجباتهم جميعها حتى المدرسية، لأنهم يرون أنهم ليسوا مُكلفين بذلك، وعلى الرغم من أنهم يرون أطفالهم مميزين فإنهم يعاملونهم كالأغبياء ولا يضعون أمامهم فرص التعامل حتى مع خصوصياتهم ومهامهم، ما يجعلهم في المستقبل يتعاملون مع أرباب العمل مثل والديهم منتظرين منهم كل الامتيازات بلا مقابل، بل يرون أن العالم مُدين لهم بامتيازات استحقاقية ويغلب عليهم صفات الضعف وعدم تحمل المسؤولية.
ولأن الإنسان ينظر إلى نفسه لا بعين الإنصاف، بل بعين الاستحقاق المُطلق يرى أن على الجميع أن يعطيه ويُميِّزه لأنه يستحق ذلك؛ لماذا؟ لا تسأل؛ أنا فقط مميز وعليك أن تعطني، وهذا ما يغرسه الآباء حديثًا في أولادهم حتى إنهم يذهبون إلى المدرسة ويتهمون مُعلميهم بعدم الإنصاف فقط لأنهم لم يُجيبوا رغباته، لكن لو كان المعلم غير منصف بالفعل في حق ابنك فعليك أن تكون مُحاميًّا خاصًّا لابنك ضد من يخذل حقه.
الفكرة من كتاب كيف نبني العائلة.. المبادئ الأساسية الخمسة للتربية الفعالة للأطفال
التربية عمل مقدس، بل هو تكليف وتشريف للوالدين في آنٍ واحد، لكن قلَّما تجد من يقوم بهذا العمل دون ضجيج حوله أو شكوى مُبعثرة في كل أحاديثه، وهذا يدل على شيء واحد، وهو اختلال الأولويات المطروحة اليوم عند الوالدين وبخاصةٍ ما بعد الحداثة، ففي الماضي كانت التربية عملية جميلة صعبة ربما في أوقات كثيرة لكنها ليست مستحيلة عند الوالدين ولا يتذمَّران تجاهها طوال الوقت، بل يواجهان الصعاب في صمت أو على هيئة سؤال لمن يكبرهم سنًّا فحسب، أما اليوم فتجد برامج مُعدَّة واستشاريين أسريين وتربويين ومدارس ومراكز تدريب وتأهيل للوالدين والأطفال، وعلى الرغم من كل هذا المتاح المتعدد فإن التربية تظل مُشكلة كبيرة يختلف عليها أفراد المجتمع فيما بينهم، وهذا ما يوضحه لنا الكاتب من خلال مبادئ حول التربية والأسرة ورعاية الأطفال.
مؤلف كيف نبني العائلة.. المبادئ الأساسية الخمسة للتربية الفعالة للأطفال
جون روزموند: من مواليد 25 نوفمبر 1947، وكاتب عمود أمريكي ومتحدث عام ومؤلف عن الأبوة والأمومة، واختصاصي في علم النفس العائلي، وتم نشر عموده الأسبوعي حول الأبوة والأمومة في ما يقرب من 225 صحيفة، وقد قام بتأليف 15 كتابًا حول هذا الموضوع، تدور أفكاره حول سلطة الوالدين وتأديب الأطفال، نشأ روزموند في تشارلستون، ساوث كارولينا، وضواحي شيكاغو، التحق بجامعة ويسترن إلينوي وتخرج عام 1971 بدرجة الماجستير (MS) في علم نفس المجتمع.
له عدة مؤلفات منها:
“The New Six-Point Plan for Raising Happy, Healthy Children” –
.”Parenting by The Book : Biblical Wisdom for Raising Your Child”-
-Grandma Was Right after All!: Practical Parenting Wisdom from the Good Old Days.
-Parent-Babble: How Parents Can Recover from Fifty Years of Bad Expert Advice.
معلومات عن المُترجم:
سعيد العظم: ترجم عدة مؤلفات منها: رواية “فهرنهايت 451” للكاتب الأمريكي راي برادبري، وهذا الكتاب الذي بين أيدينا.