طفلك المُتميِّز
طفلك المُتميِّز
هل الإنسان فقط لكونه إنسانًا يكون متميزًا؟ بالطبع لا، الأمر أنه لا بأس بوصف غيرك بالتميز، وبخاصةٍ إذا كان غيرك هذا هو طفلك فبالطبع ستراه مُميزًا، لكن هناك فارقًا بين رؤيتك له وبين جعل طفلك يعتقد أنه متميز، لكن الأهم من إخباره أنه مميز عليك احترامه لأنه يبني الاحترام الذاتي الخاص به من احترام والديه له وتعليمه احترام والديه والآخرين، وينبغي أيضًا إخباره بأنه قادر على تحقيق أمور عظيمة ومُتقن ويفتخر بإنجازاته، لكن ذلك لا يجعلك تقع في خطأ تربية ابنك على أنه يحتل المرتبة الأولى في العالم وأفضل من الناس جميعًا، أو أنه يستحق الأفضلية من الجميع، وقد يجعله هذا مغرورًا أو أنانيًّا، لذا فكما قال الكاتب: “الاعتزاز لا يكون حقيقيًّا إلا عندما يكون الشخص المعني متواضعًا في سريرته، كما أن الاعتزاز الحقيقي لا يكون موجهًا نحو الذات، بل نحو إنجازات محدَّدة”.
وهذا يجعلنا نحدِّد هدفًا تربويًّا أسمى من التميز، وهو الاعتزاز الحقيقي النابع من الذات وإحساس المسؤولية الذي يجب أن يتحلَّى به أطفالنا سواء مسؤولية الواجب أو مسؤولية مجتمعية أو شخصية وغيرها، ويبذلوا مجهودًا كافيًا في حياتهم ويحملون في داخلهم تواضعًا واحترامًا لمن حولهم، ويفعل الوالدان ذلك عن طريق مدح الفعل نفسه وليس الطفل، أي: “لقد قمت بفعل جيد”، والمدح بحذر وليس بإفراط، وترك الأطفال يفعلون قصارى جهدهم ويخرجون مكنون مواهبهم وقدراتهم وليس الاتكال الكُلي على الأهل، وعلِّموا الأطفال أن لكل اختيار توابع، وعلِّموهم الآداب الحسنة مثل: (شكرًا، من فضلك، آسف)، والتواضع واللطف مع الآخرين.
ومن السقطات التربوية جعل الأطفال يعتزون بأنفسهم بشدة، ما يجعلهم يرون العالم بأكمله ساحة لمكافأتهم على كل فعل طبيعي ويزيدهم غرورًا ولا يحترمون غيرهم ولا يتقبَّلون الفشل، وأيضًا التدليل المبالغ للطفل يُفسده ويجعله شخصًا اتكاليًّا لا يتحمل مسؤولية حتى نفسه، ويرى أن له الأحقية والأفضلية المطلقة مع الجميع، وعلى الوالدين ترك مساحة الحركة لأطفالهم والوقوع في الخطأ وتعلم الصحيح لتحمل المسؤولية، وأيضًا ألا يُجاب لهم كل طلب بسبب وبدون.
الفكرة من كتاب كيف نبني العائلة.. المبادئ الأساسية الخمسة للتربية الفعالة للأطفال
التربية عمل مقدس، بل هو تكليف وتشريف للوالدين في آنٍ واحد، لكن قلَّما تجد من يقوم بهذا العمل دون ضجيج حوله أو شكوى مُبعثرة في كل أحاديثه، وهذا يدل على شيء واحد، وهو اختلال الأولويات المطروحة اليوم عند الوالدين وبخاصةٍ ما بعد الحداثة، ففي الماضي كانت التربية عملية جميلة صعبة ربما في أوقات كثيرة لكنها ليست مستحيلة عند الوالدين ولا يتذمَّران تجاهها طوال الوقت، بل يواجهان الصعاب في صمت أو على هيئة سؤال لمن يكبرهم سنًّا فحسب، أما اليوم فتجد برامج مُعدَّة واستشاريين أسريين وتربويين ومدارس ومراكز تدريب وتأهيل للوالدين والأطفال، وعلى الرغم من كل هذا المتاح المتعدد فإن التربية تظل مُشكلة كبيرة يختلف عليها أفراد المجتمع فيما بينهم، وهذا ما يوضحه لنا الكاتب من خلال مبادئ حول التربية والأسرة ورعاية الأطفال.
مؤلف كتاب كيف نبني العائلة.. المبادئ الأساسية الخمسة للتربية الفعالة للأطفال
جون روزموند: من مواليد 25 نوفمبر 1947، وكاتب عمود أمريكي ومتحدث عام ومؤلف عن الأبوة والأمومة، واختصاصي في علم النفس العائلي، وتم نشر عموده الأسبوعي حول الأبوة والأمومة في ما يقرب من 225 صحيفة، وقد قام بتأليف 15 كتابًا حول هذا الموضوع، تدور أفكاره حول سلطة الوالدين وتأديب الأطفال، نشأ روزموند في تشارلستون، ساوث كارولينا، وضواحي شيكاغو، التحق بجامعة ويسترن إلينوي وتخرج عام 1971 بدرجة الماجستير (MS) في علم نفس المجتمع.
له عدة مؤلفات منها:
“The New Six-Point Plan for Raising Happy, Healthy Children” –
.”Parenting by The Book : Biblical Wisdom for Raising Your Child”-
-Grandma Was Right after All!: Practical Parenting Wisdom from the Good Old Days.
-Parent-Babble: How Parents Can Recover from Fifty Years of Bad Expert Advice.
معلومات عن المُترجم:
سعيد العظم: ترجم عدة مؤلفات منها: رواية “فهرنهايت 451” للكاتب الأمريكي راي برادبري، وهذا الكتاب الذي بين أيدينا.