الإنسان بين الفعل والتردد
الإنسان بين الفعل والتردد
هل سألت نفسك من أنت حينما تتردد لحظة بين الخير والشر، فمن تكون؟ هل تكون الخيّر أم الشرير أم تترد في معرفة نفسك بينهما؟! أم أنت مجرد احتمال للفعل الذي لم يحدث حتى إذا حدث حكمت على نفسك ما منزلتك وحقيقتك؟
اعلم أنك لست هذا ولا ذاك؛ لأن النفس لا تظهر منزلتها ولا تبدو حقيقتها إلا أن تستقر على اختيارها وتمضي فيه عن عمد وإصرار بكل قناعة وتتمادى فيه، مما يؤكد هذا أن أفعال طفولتنا والمراهقة وما نفعله عن مرض أو جنون أو إكراه، لا يؤخذ على الإنسان ولا يحاسبه الله عليه، وإنما نحاسب منذ بلوغ الرشد، وذلك أن البلوغ تبدأ معه ظهور مرتكزات الشخصية، وتبدأ معه نموها وحتى خواتيم حياته؛ فالخواتيم هي أكثر ما يدل على ذلك لأن بلوغ تلك المرحلة يكون الشخص قد ترشحت وتبلورت شخصيته وانتهت فترة تذبذبها بين المواقف.
ويشير الدكتور مصطفى محمود إلى أن النفس لا تؤخذ بما فعلته وتابت منه وندمت عليه ورجعت ولا بما أنكرته، وهذا من رحمة الله بالإنسان؛ فإن “الرجوع عن الفعل ينفي أصالته وجوهريته ويدرجه مع العوارض التي لا ثبات لها”.
الفكرة من كتاب القرآن كائن حي
يتحدث الكاتب في هذا الكتاب عن اللغة القرآنية وربط القرآن بمجالات الحياة كافة، فيه يقود تذوقنا بأسلوبه السلس الفلسفي العميق المعنى والبسيط لفظًا، ويدفع فينا طاقات التأمل والتدبر في كلمات هذا الكتاب الرباني، فلم يقتصر فيه على لغة القرآن بوصفها لغة معجزة وحسب بل تطرق إلى مواضيع عدة في شتى مناحي الحياة التي كانت وما زالت نراها تتجسد حية كلها في القرآن.
مؤلف كتاب القرآن كائن حي
مصطفى محمود، طبيب وفيلسوف وكاتب مصري، ولد عام 1921 في أسرة متوسطة الحال، تخرج في كلية الطب، وتخصص في الأمراض الصدرية.
تفرغ للكتابة والبحث العلمي، وقدم ببرنامجه التلفزيوني الشهير (العلم والإيمان)، وهو برنامج يتخذ من الصورة والمادة العلمية والتأمل الصوفي مدخلًا إلى الإيمان بالله.
توفي في عام 2009 عن عمر ناهز الـ88 عامًا.