القلق الإيجابي
القلق الإيجابي
القلق كلمة مشتقة من كلمة يونانية بمعنى عقل مُنقسم، وفيها وصف متميز، أغلب ما نقلق لأجله يكون خياليًّا داخل عقولنا، وهذا يجعل الشعور بالقلق استهلاكيًّا للإنسان أكثر من كونه مساعدًا للإنتاج وليس ممتعًا، عندما طُرِح سؤال: “لماذا نستمر في الشعور بالقلق؟”، في مجموعة من البشر انقسمت إجابتهم بين قسمين: أولًا اعتقادهم بأن القلق يساعدهم على البقاء بأمان، وثانيًا أنهم لا يعرفون كيف يوقفون شعورهم بالقلق، وكلتا الإجابتين مبنية على حقائق غير دقيقة، فالإنسان بقدرٍ ما مُعتاد التحكم في الأمور والحفاظ على ما هو مألوف لكن كيف يهتم ويريد السيطرة على ما هو خارج نطاقه، هذا هو الشعور بالقلق.
في الحقيقة الإنسان لا يريد أي شيء يُعطِّل خطته الحالية أو المستقبلية، فدائمًا يشعر بالقلق حتى تجاه الأمور التي هي خارج سيطرته، ما يجعله يقلق بشأن مشاكل قد لا تحدث، بل اختلقها ظنًّا أنها ستواجهه في موقف قادم، لكن لو القلق بسبب مشكلة ما عنده بالفعل فعليه التوقف والتفكير في حل مناسب لها وبعضهم حلها في تركها للزمن، ولو استمر قلقه حتى بعد حلها فقد يكون هذا آلية حماية نشطة خاصة به، يقول الكاتب: “ما ستكتشفه سريعًا أن هناك كثيرًا من الأشياء التي لا تستحق القلق بشأنها، بالطبع ليست كل المشاكل تحتاج إلى حلول”.
اسمح لعقلك البشري اللامحدود بحل مشكلتك دون النظر إليها بصعوبة أو عدم تحكُّم، بل استرخِ واطرح على نفسك عدة أسئلة تساعدك على الخروج بحلول مثل: ما النقاط الإيجابية الثلاث والسلبية في هذه المشكلة؟ وما الذي يعوقك عن حلها؟ ما الذي أنت مستعدٌّ لتقديمه لتحصل على نتيجة مُرضية لك؟ وحينما تحصل على إجابة أعطِ عقلك فرصة لابتكار حل لوقت كافٍ وفي مساحة مناسبة، يقول الكاتب: “هناك مبدأ اسمه قانون التنوُّع الضروري الذي يقول إن جزء المنظومة الذي يتصف بأكبر قدر من المرونة ينتهي به الأمر مُتحكمًا في المنظومة بأكملها”، أي إن الشخص الأكثر مرونة في تفكيره وسلوكه في بيئة ما هو أكثرهم أهمية.
الفكرة من كتاب سيطر على التوتر.. كُف عن القلق واشعر بالتحسُّن الآن
يملك الإنسان كثيرًا من المشاعر مثل السعادة والغضب والحزن والحنان والحب وغيرها، لكن إذا تملَّكه الغضب يتحوَّل إلى شخص متوتر وقلق بشدة حول كل شيء وأي شيء، ويكون المُسيطر هنا هو مشاعره لا الإنسان نفسه، فينتج عنه كثير من الأفعال والانفعالات السيئة وتملكه مشاعر سلبية، وحينها عليه التخلص، بشكل إيجابي، مما يملكه غير مُنغرس في كمِّ الضغوطات والتوتر فقط ليزيد من إنتاجيته، بل يحمل نفسه على التغيير الإيجابي لكي يزداد هدوءًا وتركيزًا في حياته بالقدر الذي يزيد من مهاراته وقدراته في النجاح بالحياة، ويأخذك الكاتب في عرض عن كل ما تحتاج إدراكه عن التوتر والتعامل معه.
مؤلف كتاب سيطر على التوتر.. كُف عن القلق واشعر بالتحسُّن الآن
بول ماكينا: مُقدِّم تلفزيوني وكاتب معروف لدى معظم البريطانيين كشخص واسع المدارك وصاحب رؤى في الفلسفة وعلم النفس، وكان قد أذهل الناس قبل نحو 12 سنة عندما نجح في تنويم نحو ألف شخص كانوا تحت سقف واحد مغناطيسيًّا خلال لقاءات حية.
وله مؤلفات عديدة منها: “أستطيع أن أجعلك غنيًّا”، وله أيضًا كتاب بعنوان “أستطيع أن أجعلك نحيفًا”، و”الثقة الفورية”، و”غيِّر حياتك في سبعة أيام”.