قيم مهمة في حياة الإنسان
قيم مهمة في حياة الإنسان
إن أسوأ مرض أصاب الجميع هذه الأيام هو الملل واللامبالاة تجاه كل شيء، لم تعد لدينا طاقة لاستكمال الطريق، لم نعد نعبأ بالسير أصلًا ولا بنتيجته، لم نعد نريد أن نتحرك وأن نبذل أي جهد. وسبب هذا الملل هو انسلال القيم وزوالها، فيرى البعض أن الإنسان لا اختيار له فكل شيء يسيره الله ولا يملك هو أي اختيار ولا قرار فييأس ويركن عن السعي والسير في الطريق، ولكن هذا ليس صحيحًا فالإنسان مخير وليس مسيرًا. له إرادة يستطيع بها أن يحرك كل صلب ويوجه الأحداث، وحواجز البيئة وضغوط الظروف لا تكون دليلًا على عدم الحرية بل هي دليل على وجود الحرية، وأنه لا معنى للحرية في عالم بدون عقبات.
فلا يسمى الإنسان حرًّا إلا إذا كانت هناك عقبات لرغباته يشعر بحريته من خلال التغلب عليها وقهرها، وحتى في وجود هذه العقبات التي هي خارج قدرة الإنسان إلا أن منطقة السريرة والنية هي منطقة حرية مطلقة لدى الإنسان وهي مناط المسئولية والتكليف. وتزداد حرية الإنسان بزيادة انسجامه مع الأوامر الإلهية، لأن الحرية المطلقة لله وهو يعطيها لأصحابه فيكونوا أحرارًا.
وينصح الكاتب الجميع ألا ينظر لأي شيء على أنه تافه وألا يستصغر شخصًا مهما كان ظاهره ومهما كان دوره صغيرًا من وجهة نظره، فذبابة صغيرة تافهة في نظرك قد تهلك العالم كله بمرض مُعدٍ تحمله في رجلها وقد قتلت ذبابة الإسكندر الأكبر . فالكون مخلوق كسلسلة متصلة من الحلقات، لا يهم إن كانت الحلقة كبيرة في نظرك أو صغيرة، فلكل حلقة دور مهم في اكتمال السلسلة، وبدونه لا تكتمل حتى في وجود الحلقات الكبيرة.
الفكرة من كتاب الشيطان يحكم
يحتوي هذا الكتاب على عدد كبير نسبيًّا من المقالات القصيرة، التي تصل إلى 40 مقالًا، تتنوع بين مواضيع كثيرة أبرزها “الحضارة المادية وما جنته على العالم، ومفهوم السعادة الحقيقي، وحقيقة اللذة والشهوة، وهل العالم إلى تقدم حقيقي أم تخلق”.
ويقدم الكاتب نصائح عامة عملية لحياة أكثر انسجامًا وسعادة.
مؤلف كتاب الشيطان يحكم
الدكتور مصطفى محمود، ولد في الـ27 من ديسمبر عام 1921. بدأ مشواره ككاتب ومؤلف عام 1960.
ألف 89 كتابًا في مختلف الفنون، منها: رحلتي من الشك إلى الإيمان -والذي كتبه بعد رحلته التي دامت 30 سنة يبحث عن الله- وبدأ العد التنازلي، وعلم نفس قرآني جديد وغيرها الكثير من المؤلفات.
توفي يوم 31 أكتوبر عام 2009.