سر السعادة الحقيقية
سر السعادة الحقيقية
يظن البعض أن السعادة في أن يكون غنيًّا فيظل يجمع المال ولا يتوقف، وكلما جمع مالًا أكثر ازداد شرهة وخاف أن ينقص ماله، وفي نهاية المطاف يمل ويجد أنه غير سعيد وأنه كان يسعى خلف سعادة زائفة؛ فكلما ازدادت الإمكانيات ازداد الطمع وكلما ازدادت السرعة ازدادت العجلة، وكلما ازداد الترف ازدادت الشكوى، وأنه في زماننا هذا كثيرًا ما نجد مليونيرًا تعيسًا في حياته، وقد ينتحر في نهاية المطاف ولا يقدر على الصمود، وراهبًا فقيرًا لا يملك المال لكنه مع ذلك سعيد في حياته البسيطة.
إن السر في ذلك كما يرى الدكتور مصطفى محمود هو الاتصال بالله والإيمان به حق الإيمان ومعرفة حقيقة الدنيا وأن وجوده في هذه الدنيا ليس عبثًا ولفترة محددة وقصيرة وأنه عبد لله وفقط فلا يكون عبدًا لغيره، وأن الله في هذه الدنيا لم يجعلها دار سلام، وإنما دار حرب وصراع وبلاء وشد وجذب وكر وفر، وأن العدوان المستمر التي جعلته الطبيعة شريطتها في الأرض إرادة الله لمخلوقاته تحدٍ مستمر ليشحذ كل مخلوق وسائله للمقاومة ويبدع ويبتكر ويخرج أحسن ما يختزن من طاقات ويكون دائمًا مستعدًا متأهبًا.
وبدون هذا التحدي تكسل المخلوقات وتركن وتتلاشى قدراتها وطاقاتها وتنقرض بمرور الزمن، وإذا أدرك الإنسان هذه الحقيقة الوجودية لم يتذمر من الابتلاءات التي تنزل به كل يوم لكنه يكون مستعدًا دائمًا لخوض التحدي وإخراج أفضل ما بداخله من طاقات ويتغلب على كل نازلة بإيمانه وطاقاته.
ويتابع: “إن المال والسلطة من الأشياء التي تجعل الحياة كريمة أكثر، لكن قد تكون سعادة وشقاء في نفس الوقت والأمر باختيارك أنت، فإذا كنت تفهم المعنى الحقيقي للسيادة فتكون سيدًا على نفسك أولًا تحكم شهوتها ورغباتها وتجيد توجيهها في طاعة ربها وعدم معصيته، فأنت قد عرفت حقيقة السيادة وحقيقة ما تسعى إليه وأنه وسيلة لحياة كريمة وليس الغاية الكبرى فتسيطر عليه ولا يسيطر عليك، فالغنى الحقيقي أن تستغني والسلطان الحقيقي أن تكسب قيراط محبة في دولة القلوب كل يوم”.
الفكرة من كتاب الشيطان يحكم
يحتوي هذا الكتاب على عدد كبير نسبيًّا من المقالات القصيرة، التي تصل إلى 40 مقالًا، تتنوع بين مواضيع كثيرة أبرزها “الحضارة المادية وما جنته على العالم، ومفهوم السعادة الحقيقي، وحقيقة اللذة والشهوة، وهل العالم إلى تقدم حقيقي أم تخلق”.
ويقدم الكاتب نصائح عامة عملية لحياة أكثر انسجامًا وسعادة.
مؤلف كتاب الشيطان يحكم
الدكتور مصطفى محمود، ولد في الـ27 من ديسمبر عام 1921. بدأ مشواره ككاتب ومؤلف عام 1960.
ألف 89 كتابًا في مختلف الفنون، منها: رحلتي من الشك إلى الإيمان -والذي كتبه بعد رحلته التي دامت 30 سنة يبحث عن الله- وبدأ العد التنازلي، وعلم نفس قرآني جديد وغيرها الكثير من المؤلفات.
توفي يوم 31 أكتوبر عام 2009.