بوت ركوب الخيل البنفسجي
بوت ركوب الخيل البنفسجي
اللون البنفسجي لون مهيب؛ فقد كان اللون الإمبراطوري الرسمي في روما، وقد كانت الصبغة البنفسجية باهظة الثمن في ذلك الوقت، حيث كان يلزم لتحضير قطرات قليلة منها الحصول على أصداف معينة من البحر الأبيض المتوسط، كما كان اللون البنفسجي لون ملابس العائلة الملكية في تلك الفترة، ولهذا فإن أسلوب الفعل هذا يشير إلى دور السلطة، فالأشخاص الذين أصبحت لهم سلطات، يتصرَّفون بشكل مختلف عما كانوا عليه من قبل، وبوت ركوب الخيل بالطبع يرتديه الناس فقط من أجل الخيل، في وقت ما لم يكن يملك الخيول إلا قلة من أصحاب المناصب، إذن فمن لون هذا الحذاء وشكله المختار يُستنتَج أن هذا الأسلوب معنيٌّ بالمناصب الرسمية، التي تكون فيها تصرفات الشخص غير نابعة من أبعاد شخصيته، لذا يمكن _على سبيل المثال_ أن تسمع مدير مدرسة يقول: “بشكل شخصي أنا معجب بما فعلت، ولكن بصفتي مدير هذه المدرسة أنا مضطر إلى معاقبتك على خرقك لقواعد المدرسة”.
ويرى البعض أن الشخص صاحب المنصب لا بد له من التصرُّف كما يتصرَّف في حياته الخاصة، فالمدرس _على سبيل المثال_ يجب أن يكون في سلوكه صديقًا للطلاب، يقوم بنصحهم ومشورتهم، أكثر من التصرُّف كمهذِّب لسلوك الطلاب، وهذه مناشدة ملموسة لمزيد من الإنسانية، ولزيادة استخدام أسلوب الخف الوردي في أداء أدوارهم، إلا أن المبالغة في هذا قد تكون أمرًا غير عملي، فأهمية المنصب الرسمي تفوق أهمية الشخص ذاته، بسبب إقرار المجتمع بهذا، وأسلوب البوت البنفسجي يُمكِّن الأفراد من الإقدام على أفعال باسم سلطتهم كان من المستحيل عليهم فعلها قبل توليهم المنصب.
ويوجد مطلبان رئيسان لتنفيذ أسلوب فعل بوت ركوب الخيل البنفسجي، وهما أن يكون السلوك واضحًا ومُعلنًا أمام الجميع، وأن يكون السلوك مُتسِقًا، ويرتبط الاتساق بالإشارة الواضحة، فعند التعامل بهذا الأسلوب لا يمكنك أن تبدل موقفك بين استخدام هذا الأسلوب وتركه كما يحلو لك، ولو فعلت فيجب الإشارة إلى الرجوع عن استخدام هذا الفعل، ومن يؤدُّون هذا الدور لا يحتاجون إلى أن تكون تصرُّفاتهم مُستحسَنة طوال الوقت، ولكن من غير المقبول أن ينتهجوا سلوكيات مستبدَّة ومتسلِّطة.
الفكرة من كتاب أحذية الفعل الستة
قليلٌ جدًّا من الناس يجلسون لمجرد التفكير في كيفية تنفيذ ما يريدون فعله، ومعظمنا في النهاية يُقدِم على أفعال قد لا يكون فكَّر في كيفية تنفيذها بشكل كافٍ، فقد يخطر على بالك شراء شيء ما من السوبر ماركت، وسرعان ما تشتريه بالفعل، ونحن غالبًا ما نفترض أن مسألة التفكير عملية واضحة وسهلة، إلا أن الأمر ليس بهذه السهولة.
يدور هذا الكتاب عن مهارات مرحلة تنفيذ الفعل، ويقدم إرشادات محددة عن التصرف المناسب الذي عليك فعله، فأنت حين تطهو تختار المكونات التي ستستخدمها، وكذلك تستطيع اختيار أسلوب العمل الذي يتوافق مع متطلَّبات الموقف أمامك.
مؤلف كتاب أحذية الفعل الستة
إدوارد دي بونو: طبيب وعالم نفس، يعتبر مرجعًا عالميًّا في مجال التفكير الإبداعي، ويعمل حاليًّا مستشارًا في العديد من الشركات العالمية مثل كوكاكولا، له العديد من المؤلفات، مثل:
قبعات التفكير الست.
التفكير الإيجابي.
فكِّر قبل فوات الأوان.
ما فوق المنافسة.