البوت البرتقالي والخف الوردي
البوت البرتقالي والخف الوردي
يُعدُّ اللون البرتقالي لون التحذير والخطر، لأنه يُسهِّل رؤيته، والبوت المطاطي مُتعارف عليه أنه حذاء للمواقف الخاصة، فيرتديه الجراحون في غرف العمليات، وأحيانًا يرتديه الصيادون أيضًا، فنجد أن ارتداء البوت البرتقالي المطاطي يوحي بوجود ظروف خاصة، إذن من لون الحذاء وتصميمه نستنتج أن أسلوب فعل البوت البرتقالي المطاطي معني بالمواقف الطارئة، وبمجرد تصنيف شيء ما على أنه حالة طارئة تتغيَّر فيه الأولويات، وتُوضَع قواعد جديدة للتصرُّف فورًا، وجميعنا نواجه مثل تلك المواقف من وقت إلى آخر، في صورة حوادث أو أمراض، وبعض الناس مثل رجال الشرطة والأطباء تعتبر الطوارئ من صميم عملهم اليومي، فما يميِّز المواقف التي تتطلَّب استخدام أسلوب فعل البوت البرتقالي المطاطي هي حدة الموقف، والحاجة المُلحَّة للتصرف لمواجهته.
وقبل استخدام أسلوب فعل البوت البرتقالي المطاطي يجب أولًا تقييم الموقف الحالي، وتحديد كل ما تحتاج إلى معرفته، ثم تقييم التطوُّرات المُحتملة للموقف، والمخاطر الحالية والمحتملة بالنسبة للمعنيين مباشرةً بالحدث، والأشخاص الأبرياء غير المشاركين، وتحديد من يجب الاستعانة به، وتجنُّب فعل ما يزيد الأمور سوءًا، وفي ظروف بعينها تحتاج إلى تجهيز استراتيجية للتعامل مع التصريحات العامة ووسائل الإعلام، وفي بعض الأحيان يكون الانتظار هو أفضل استراتيجية للتعامل مع الموقف، مثلما يحدث في مواقف احتجاز الرهائن، ويتطلَّب أسلوب فعل البوت البرتقالي الشجاعة بكل أنواعها، والشجاعة هنا تعني تقليل حجم المخاطر وتجنُّبها.
أما أسلوب الخف الوردي فيتسم بالرفق، فاللون الوردي لون دافئ، وهو اللون التقليدي للأنوثة، ويساعد على بعث السكون في النفس، ومن هنا نرى أن أسلوب فعل الخف الوردي يتعلَّق بالمشاعر الإنسانية، وبالشفقة والتعاطف، والعناية الحانية، وفكرة وجود أشخاص يراعون أشخاصًا آخرين هي جوهر الأسرة واستخدام لفظ خُف دلالة على الراحة، ويندرج الطب والتمريض بالأساس ضمن هذا الأسلوب، وكثيرًا ما يرتبط أسلوب فعل الخف الوردي بالحذاء البني الجلدي، حيث يجب أن تُصاحَب المشاعر الإنسانية بالأفعال على أرض الواقع، وفي الحقيقة حتى لو كان أسلوب فعل الخف الوردي يُطبَّق بشكل آلي روتيني دون ضرورة أن يشعر الفرد بمشاعر الآخرين، فستظل له قيمته.
الفكرة من كتاب أحذية الفعل الستة
قليلٌ جدًّا من الناس يجلسون لمجرد التفكير في كيفية تنفيذ ما يريدون فعله، ومعظمنا في النهاية يُقدِم على أفعال قد لا يكون فكَّر في كيفية تنفيذها بشكل كافٍ، فقد يخطر على بالك شراء شيء ما من السوبر ماركت، وسرعان ما تشتريه بالفعل، ونحن غالبًا ما نفترض أن مسألة التفكير عملية واضحة وسهلة، إلا أن الأمر ليس بهذه السهولة.
يدور هذا الكتاب عن مهارات مرحلة تنفيذ الفعل، ويقدم إرشادات محددة عن التصرف المناسب الذي عليك فعله، فأنت حين تطهو تختار المكونات التي ستستخدمها، وكذلك تستطيع اختيار أسلوب العمل الذي يتوافق مع متطلَّبات الموقف أمامك.
مؤلف كتاب أحذية الفعل الستة
إدوارد دي بونو: طبيب وعالم نفس، يعتبر مرجعًا عالميًّا في مجال التفكير الإبداعي، ويعمل حاليًّا مستشارًا في العديد من الشركات العالمية مثل كوكاكولا، له العديد من المؤلفات، مثل:
قبعات التفكير الست.
التفكير الإيجابي.
فكِّر قبل فوات الأوان.
ما فوق المنافسة.