تفسيرات أسباب القلق
تفسيرات أسباب القلق
تعدَّدت تفسيرات أسباب القلق، حيث التفسير الأول وهو الفسيولوجي؛ وأصحاب هذا التفسير يؤكدون وجود عامل الوراثة، ولأن القلق بمثابة نوع من الانفعال، والانفعال إثارة يصاحبها تغيُّرات فسيولوجية، ولها ثلاثة جوانب مترابطة معًا: أولًا جانب عصبي حيث يغير في الجهاز العصبي الذاتي والعضلي مثل زيادة ضربات القلب، وزيادة تدفُّق الدم، وإفراز العرق، وتوقَّف العقل قليلًا، والتشتُّت، وطغيان الجانب الانفعالي في العموم، ثانيًا جانب تعبيري حركي وتتغيَّر فيه تعبيرات الوجه والحركة، والجلوس والوقوف، ونبرة الصوت، وحركة اليد، ثالثًا جانب الخبرة الذاتية ويتدخَّل فيه الجانب المعرفي مع القدرة من حيث دراسة الموقف والنتائج وترتيب القرار عليه.
والتفسير الثاني نفسي، لأن الإنسان في صراعات دائمة، وقد لا يستطيع الحسم فيها أو مواجهتها، ويتعرَّض لكثير من الضغوط يُهيِّئه لبيئة القلق والعجز والدخول في اكتئاب، كما قد يدرك الشخص عدم قدرته على السيطرة فيظهر عليه عدة علامات منها اضطراب في النوم والأكل والتفكير والانفعال والجنس وهكذا، وذلك بسبب شعور داخلي يتمثَّل في التهديد أو حتى خارجي، وتتباين النظريات النفسية حول أسباب القلق فيما بينها فيرى أدلر أن القلق سببه عُقدة النقص، ويرى كارين هورني أن القلق يرجع إلى ثلاثة عوامل هي: الشعور بالعجز، والعداوة، والعزلة، ويرى أصحاب المدرسة السلوكية أن القلق مكتسب من البيئة المُحاطة بالشخص.
والتفسير الثالث الاجتماعي وأصحاب هذه النظرية يرون أن أسباب القلق ترجع إلى مواقفه الاجتماعية التي تخلق له قلقًا عصابيًّا، مثل دخوله امتحان ما هو يعرف أنه تقييم لمحصِّلة دراسية معينة إلا أن الثقافة المجتمعية حوله تُوجِب عليه تخطِّي الامتحان بدرجة نجاح ما، أو يريد منه الآخرون تحقيق مكانة معيَّنة دون النظر إلى قدراته العقلية والجسدية إلى النجاح بقدرٍ ما، فيشحن الفرد بتوتر وضغط نفسي تظهر أعراضه جسديًّا ونفسيًّا وعقليًّا، وأيضًا البيئة الأسرية، وهي عامل أساسي لزرع القلق من عدمه في الشخص، وقد أثبتت الدراسات أن الأسر التي يسود فيها العنف الأسري والطلاق تكون بيئة مناسبة لخلق القلق والعصبية، بل وتُصيب أفرادها بالأمراض والانحراف.
الفكرة من كتاب كيف تتعامل مع القلق النفسي
هل تعيش في قلق طوال الوقت؟ هل سألت نفسك عن ماهية القلق؟ وما أعراضه؟ وهل هو وليد اللحظة أم صاحب لك في كل خطوة؟ هل القلق مرض مستحدث أم قديم يحيا بيننا لكنه غير معروف؟ هل البشر جميعًا يشعرون بنفس القدر من القلق؟ عن كل هذه الأسئلة وأكثر يأخذنا الكاتب إلى رحلة مُقلِقة بعض الشيء عن الأمراض النفسية الحديثة وبخاصةٍ القلق ليُجيبنا عنها، وعلينا أن ندرك أن ليس كل القلق مرضي وسيئ، فبعضه طبيعي، والواقع الحديث في حياة الإنسان ربما شاع فيها كثير من الأمراض الجسدية والنفسية، ما أوجب على الإنسان المعاصر الذي أصبح غريبًا حتى عن نفسه في عالم مليء بالغرائب أن يتطرَّق إلى معرفة الأمراض النفسية والعضوية للوقاية منها وبعضها للعلاج منها.
مؤلف كتاب كيف تتعامل مع القلق النفسي
الدكتور محمد حسن غانم: هو كاتب، وروائي، وأستاذ في علم النفس، ومعالج نفسي مصري تخرَّج في جامعة عين شمس في قسم علم النفس بكلية الآداب، ونال درجة الماجستير في علم النفس، ثم حصل على الدكتوراه، وعمل أستاذًا مشاركًا في قسم علم النفس بكلية آداب جامعة حلوان، إلى جانب عمله مدرِّبًا في مجال مكافحة الإدمان، وعضوًا بصندوق مكافحة الإدمان التابع لمجلس الوزراء المصري.
له عدة كتب منها: “حياتك بلا خوف”، و”العلاج النفسي”، و”التأثيرات النفسية لوسائل الإعلام”، و”علم النفس التجريبي”.