الحضارة المادية وما جنته على العالم
الحضارة المادية وما جنته على العالم
كثيرون هم الذين ينادون في هذه الأيام بالحضارة المادية التي يصدرها الغرب لنا، ويرون أنها الملاذ والخلاص من الجهل والأمراض والتخلف الذي وصلنا إليه وينبهرون بالحرية الزائفة التي تنادي بها الحضارة المادية دون أن يعلموا ماهيتها ولا ما سوف تجنيه عليهم من أمراض مجتمعية أكثر وأكثر.
يصف الكاتب بداية التقدم الذي تقوم به الحضارة المادية في هذا العصر بـ”التقدم إلى الخلف”، حيث إنه بالمقاييس المادية فإن الوسائل والأدوات تتقدم وتزدهر، ولكن الإنسان نفسه لا ينمو، وهذه الحضارة مادية تعنيها المادة ولا يعنيها الإنسان في شيء.
فإذا نظرنا إلى الإنسان نجده مجنونًا -على حد تعبير الكاتب- يبحث عن انتحاره بيده. يفعل كل شيء ضد المعقول، فمثلًا يدمر صحته ويبدد أمواله في التدخين ووسائل الإدمان، بل إن العالم كاملًا يصرف ميزانيات جبارة على التبغ والأفيون والمخدرات، لو فكر قليلًا لوجد نفسه أولى بهذه الميزانيات ليحل بها مشكلاته لكنه يبحث عن الجنون والانتحار، ولا يعبأ بما يدور حوله ولا ما سوف يصل إليه بارتكابه هذه الحماقات لكنه يسعى وراء حرية زائفة، في ظاهرها حرية، وفي حقيقتها انحلال وانحراف بل انتحار بالبطيء.
إن العالم الآن يفكر في أذكى طريقة يلف بها سلك الكهرباء على عنقه لينتحر، والحضارة المادية في نظر الدكتور مصطفى محمود أفلست وكل ما تجنيه على العالم اليوم هو تخلف وليس تقدمًا. كله يؤدي إلى الدمار والخراب للعالم وليس الإعمار، عجزت عن صنع إنسان بل صنعت قنابل وصواريخ وأسلحة فتاكة، والسبب في ذلك أنها صدرت علمًا بلا دين يضبطه وعقل بلا قلب يضبطه وأصبحت النهاية مرهونة بمن يبدأ الحماقة أولًا من يضغط على الزناد قبل الآخر، أو من يفطن إلى الكارثة فيقود التطور إلى الاتجاه المضاد.
الفكرة من كتاب الشيطان يحكم
يحتوي هذا الكتاب على عدد كبير نسبيًّا من المقالات القصيرة، التي تصل إلى 40 مقالًا، تتنوع بين مواضيع كثيرة أبرزها “الحضارة المادية وما جنته على العالم، ومفهوم السعادة الحقيقي، وحقيقة اللذة والشهوة، وهل العالم إلى تقدم حقيقي أم تخلق”.
ويقدم الكاتب نصائح عامة عملية لحياة أكثر انسجامًا وسعادة.
مؤلف كتاب الشيطان يحكم
الدكتور مصطفى محمود، ولد في الـ27 من ديسمبر عام 1921. بدأ مشواره ككاتب ومؤلف عام 1960.
ألف 89 كتابًا في مختلف الفنون، منها: رحلتي من الشك إلى الإيمان -والذي كتبه بعد رحلته التي دامت 30 سنة يبحث عن الله- وبدأ العد التنازلي، وعلم نفس قرآني جديد وغيرها الكثير من المؤلفات.
توفي يوم 31 أكتوبر عام 2009.