ترسيخ الوضوح
ترسيخ الوضوح
لا يمكن لقادة المنظمة الصحية الوجود على الدوام لتذكير الموظفين بسبب وجود الشركة وقيمها، لذا يكون رابع ضابط سلوكي لبناء منظمة صحية هو ترسيخ الوضوح، ولكي يضمن القادة أن إجابات الأسئلة الحيوية الستة أصبحت راسخة في المنظمة، عليهم التأكد من أن كل نظام بشري _أي كل عملية تتضمَّن بشرًا_ بدءًا من التوظيف، والأجور مُصمَّمة لتعزيز إجابات أسئلة الوضوح الستة، وللأسف لا يُسهم أغلب القادة في تصميم أنظمة بشرية، وعادةً ما يفوِّضون إدارة الموارد البشرية أو الفريق القانوني لديهم، بحجة أنهم يتميزون بمهارة أعلى منهم، ورغم صحة هذا الكلام، فيجب أن يخضع التصميم المبدئي لتلك الأنظمة البشرية للقادة.
ومن أهم الأنظمة البشرية التي تحتاج إليها المنظمة هي جلب الأشخاص المناسبين إلى المنظمة، واستبعاد غير المناسبين، ورغم ذلك للأسف فإن أغلب المنظمات لا تقوم بذلك على نحو صحيح، فمن الأساس لم يتم تحديد كيف يكون الأشخاص مناسبين أم لا، حيث يُفتتن معظم المديرين التنفيذيين بما يعرفه المرشحون للوظائف، وبما حقَّقوه في مسيرتهم المهنية، غافلين عن إشكاليات سلوكية أهم، وحين يتعلق الأمر بالممارسة الفعلية لإجراء مقابلات العمل، فما زالت نفس الأخطاء يتم تكرارها من قبل القادة، حيث يجلس المرشح أمامهم، ويطرحون عليه أسئلة حول سيرته الذاتية، ويكتفون بإرسال علامة غامضة بالموافقة أو الرفض إلى المرشح، لذا تبدو مقابلة المرشح خارج المكتب، وفعل شيء أكثر طبيعية فكرة أفضل لمعرفة ما إذا كان ذلك الشخص سيحقِّق ازدهارًا وسط ثقافة الشركة، وما إذا كان الآخرون سيستمتعون بالعمل معه، أم لا.
وبلا شك فإن معظم الأوقات البارزة في المسيرة المهنية للموظف هي الأيام والأسابيع الأولى له، والشركات الصحية حقًّا تستفيد من ذلك عن طريق تعزيز إجابات الأسئلة الستة، وسماع الموظفين لقادتهم يتحدثون عن سبب وجود المنظمة، وما القيم السلوكية التي استُخدِمَت في اختيارهم، ومن يؤدي ماذا على المستوى التنفيذي، فيمكنهم أن يروا فورًا كيف سيسهمون في تحقيق المصلحة العليا لتلك المنظمة، وهذا سيحدِّد نمط سلوكهم وتوجُّههم الذهني خلال مجمل فترة عملهم مع الشركة، ويجب ذكر أن الملاحظات الشخصية هي حقًّا أبسط أشكال التحفيز وأكثرها فاعلية.
الفكرة من كتاب الأفضلية.. لماذا تتفوَّق الصحة التنظيمية على كل شيء آخر في الأعمال
يعتقد أغلب القادة أنهم يستطيعون اكتساب ميزة تنافسية عن طريق أفعال تتعلق بالاستراتيجية أو الشؤون المالية أو التسويق، لكن يعتقد الكاتب أن الميزة التنافسية يُمكن اكتسابها من خلال الطريقة التي يدير بها القادة منظماتهم، والتي أطلق عليها الصحة التنظيمية، فيقدم دليلًا شاملًا للمنظمات حتى تُصبح أكثر صحة.
مؤلف كتاب الأفضلية.. لماذا تتفوَّق الصحة التنظيمية على كل شيء آخر في الأعمال
باتريك إم. لينسيوني : مؤسس ورئيس The Table Group؛ وهي شركة استشارات إدارية متخصصة في الصحة التنظيمية، وتطوير الفريق التنفيذي، له العديد من المؤلفات، منها:
الإغراءات الخمسة للرئيس التنفيذي.
حقيقة انخراط الموظفين في العمل.
أوجه الخلل الخمسة التي تُصيب أي فريق.
الدافع.