بناء فريق قيادة متماسك
بناء فريق قيادة متماسك
لن تُصبح المنظمة صحية عن طريق اتباع بعض الخطوات المُرتَّبة، بل مثل بناء زواج قوي أو أسرة قوية، فهي عملية فوضوية؛ تتضمَّن عمل بعض الأشياء في وقت واحد وبصفة مستمرة للحفاظ عليها، ومع ذلك يمكن تقسيم هذه العملية الفوضوية إلى أربعة ضوابط سلوكية، أولها بناء فريق قيادة متماسك؛ فمثلًا إذا كانت العلاقة بين الوالدين مُختلة، كذلك ستكون الأسرة، وهذا لا يمنع وجود بعض الأشياء الجيدة، لكن لن تقترب الأسرة من تحقيق إمكانياتها الكاملة.
وقليلًا ما نرى أي نزاع عن أهمية تماسك فريق القيادة، حتى من قبل المديرين التنفيذيين الأكثر تشكُّكًا، فإما منظَّمات تُبالغ بالكلام عن أهمية العمل الجماعي، أو منظمات تقلِّل تقدير ما يتطلَّبه الأمر لتحقيق هذا التماسك، لذا من المهم إعادة تعريف كلمة “فريق” القيادة؛ حيث استخدمت بإفراط لدرجة أنها فقدت تأثيرها، والطريقة الجيدة لفهم مجموعة العمل هي بالنظر إليها مثل فريق الجولف، حيث ينطلق اللاعبون ويلعبون بمفردهم، ثم يجتمعون ويضيفون نتائجهم في نهاية اليوم، فالعمل الجماعي ليس فضيلة، بل هو خيار؛ يقبل أصحابه بإرادتهم العمل والتضحيات الضرورية لأي فريق يريد جني فوائد العمل الجماعي، وقبل كل ذلك ينبغي لهم فهم تعريف موحَّد لفريق القيادة؛ وهو مجموعة صغيرة من الناس مسؤولة بصورة جماعية عن تحقيق هدف مشترك لمنظَّمتها، فكثير من الفرق للأسف تعاني بسبب كونها كبيرة أكثر مما ينبغي، لذا يجب أن يتراوح الفريق بين ثلاثة واثني عشر شخصًا، فالمشكلة الحقيقية في العدد لها علاقة بالتواصل، ورغم ذلك فكثير من المنظمات ما زال لديها عدد كبير من الناس فوق اللازم؛ فقط لأنها تريد أن يكون الفريق شاملًا، كطريقة لائقة سياسيًّا للظهور في صورة أنها ترحب بمساهمات أكبر عدد من الناس.
وأعضاء الفريق المتماسك بحق يثق بعضهم ببعض ثقة مبنية على الصراحة، حيث يشعرون بالراحة التامة للاتسام بالشفافية والأمانة، ولا يهدرون الوقت والجهد في التظاهر بأنهم الأفضل، وبمرور الوقت يصنع ذلك رابطة تتجاوز ما لم يجرِّبه الناس في حياتهم قط، حتى في أسرتهم أحيانًا للأسف، وهذا لا يدعو أبدًا إلى الصراحة أكثر من اللازم، فمطلوب دائمًا قدر من الحكم الصحيح والذكاء العاطفي واحترام الحدود.
الفكرة من كتاب الأفضلية.. لماذا تتفوَّق الصحة التنظيمية على كل شيء آخر في الأعمال
يعتقد أغلب القادة أنهم يستطيعون اكتساب ميزة تنافسية عن طريق أفعال تتعلق بالاستراتيجية أو الشؤون المالية أو التسويق، لكن يعتقد الكاتب أن الميزة التنافسية يُمكن اكتسابها من خلال الطريقة التي يدير بها القادة منظماتهم، والتي أطلق عليها الصحة التنظيمية، فيقدم دليلًا شاملًا للمنظمات حتى تُصبح أكثر صحة.
مؤلف كتاب الأفضلية.. لماذا تتفوَّق الصحة التنظيمية على كل شيء آخر في الأعمال
باتريك إم. لينسيوني : مؤسس ورئيس The Table Group؛ وهي شركة استشارات إدارية متخصصة في الصحة التنظيمية، وتطوير الفريق التنفيذي، له العديد من المؤلفات، منها:
الإغراءات الخمسة للرئيس التنفيذي.
حقيقة انخراط الموظفين في العمل.
أوجه الخلل الخمسة التي تُصيب أي فريق.
الدافع.