خلف الأقنعة
يقول الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ﴾، وتظهر تجليات تلك الآية الكريمة في الجهود التي يبذلها الغرب لتسخير أبناء الأمة لثقافتهم فيكونون من أتباعهم، فاتخذوا وسائل شتى حتى يُغيِّروا الأذواق فيمرِّروا مفهوم الجندرية إلينا.
ومن الوسائل التي اتخذوها لتمرير هذا المفهوم إلى المجتمعات الإسلامية؛ المنظمات الدولية التي تتابع تنفيذ توصيات الأمم المُتحدة، مثل صندوق الأمم المتحدة للسُّكان، وصندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة والذي يرتكز عمله على ثلاثة محاور أساسية، وهي: تمكين المرأة، ودعم مجالات التخطيط الجندري، وتعمل على تعزيز الحقوق الإنسانية للمرأة، لذا أُنشئ برنامج “اليونيفيم”، ويظهر من خلال تلك المحاور كيف تُخلط الأهداف، وكيف يُخلط الحسن بالقبيح، فقد ركَّزت هذه المؤسسات على استخدام مصطلحات براقة مثل تمكين المرأة أو حقوق الفقراء، أو مساعدة الشعوب، ولكنها في الحقيقة لا تُركِّز إلا على الأهداف التي توظفها لتمرير ما يفسد مُجتمعاتنا.
ومن المنظمات التي تساعد على تمرير المفهوم؛ منظمات حكومية وغير حكومية في البلاد المُسلمة، مثل جمعية تضامن المرأة العربية، ومنظمة المرأة العربية.
وبجانب المنظمات والمؤتمرات، كانت هناك وسيلة مهمة جدًّا لتمرير المفهوم، ألا وهي المؤسسة الإعلامية، والتي اهتمت اهتمامًا كبيرًا بتغيير الصورة النمطية للمرأة، وقد وضع هذا الهدف في أول أهداف الأجندة الإعلامية، فنجد كيف تُهلهل الصحف والمجلات حين تتولَّى المرأة أي عمل غير نمطي؛ كسائقة تاكسي أو منادية في البورصة!
كذلك نُشر العديد من الكُتب المؤلفة لتعزيز هذا المفهوم، ونشطت عملية الترجمة للكتب اليسارية الماركسية التي تهتم بتحرير المرأة، وبلا شك أن أهم الوسائل الإعلامية هي التلفاز والإنترنت، فالدراما والأفلام ومواقع التواصل الاجتماعي كلها تُسهم بشكل كبير في تمرير مفاهيم مخالفة لمفاهيم الفطرة السوية.
الفكرة من كتاب مفهوم الجندر وآثاره على المجتمعات الإسلامية.. دراسة نقدية تحليلية في ضوء الثقافة الإسلامية
كم هي المفاهيم التي تسلَّلت إلى مجتمعاتنا فغيَّرت من تفكيرنا، وغيَّرت من أذواقنا، فقبلنا ما لم نكن نتقبَّله، ورفضنا ما كُنا نراه مُهمًّا ولا بُدَّ منه، ودون توقُّف صحيح تتغيَّر أذواقنا دون أن نشعر، والسبب الأول في ذلك هو عدم إدراك تلك المفاهيم والوعي بها قبل أن تدخل، فلا نُلاحظها ولا ننتبه لها، ومن ضمن تلك المفاهيم الجديدة التي يحاول الغرب تسريبها إلى المُجتمعات الإسلامية هو “الجندر”، فما معناه؟ وهل وصل إلينا؟ وكيف ننتبه ونتصدَّى له؟ في كتابنا قدمت المؤلفة إجابات عن تلك الأسئلة، فلنبدأ رحلتنا!
مؤلف كتاب مفهوم الجندر وآثاره على المجتمعات الإسلامية.. دراسة نقدية تحليلية في ضوء الثقافة الإسلامية
أمل بنت عائض الرحيلي: باحثة سعودية الجنسية، أتمَّت الدراسات العُليا في كلية الآداب والعلوم الإنسانية قسم الدراسات الإسلامية بجامعة طيبة في المدينة المنورة.