ما مشكلة الجنس الأسود؟
ما مشكلة الجنس الأسود؟
وبنظرةٍ علمية فهناك خمسة أجناس ينتمي إليها شعوب البشر وهم القفقاسي (القوقازي أو الأبيض) والزنجي (الأسود)، والمغولي (الأصفر)، والجنس الأسمر (أهل الملايا)، كما يتفق علماء الأجناس على توزُّع السلالات في العنصر الواحد، وكذلك ندرة النقاوة في عنصر بعينه نظرًا إلى اختلاط البشر.
ويظنُّ بعض أصحاب العنصرية أن كل سلالة انطبع عليها وصف معين، فيرون أن الأوروبيين قد انفردوا بحب المعرفة والبحث عن حقائق الأشياء، وأن الشعوب الشرقية تميل أكثر إلى تطبيق العلم في الصناعات، غير أن ذلك ليس صحيحًا، فشعوب أوروبا في العصور الوسطى عُرِفوا بكونهم أقوامًا همجية تعيش في ظلام الجهل والفقر، في حين كانت شعوب الشرق تُعنى بالمعرفة والحضارة، وكذلك العكس في عصرنا الحالي، لذا فالمسألة سببها اختلاف الأحوال والملابسات وليست السُّلالات.
وحين يكون الكلام بالتحديد عن الجنس الأسود، وهو ما يعنينا الآن، فلعلَّه أسهل الأجناس تمييزًا بالخصائص الموروثة وعادات المعيشة، ويتميَّز باستطالة الوجه وبروز الفكين والأنف الأفطس الواسع المنخرين، وكذلك الشفاه الغليظة والأسنان الكبيرة القوية، ومن عاداتهم عدم الميل إلى الفنون ما عدا الموسيقى، لكن لنعلم أن ذلك الجنس لم يُحرَم أي مزايا ثقافية وإنما وصلت أقدم سلالاته إلى منزلة جيدة في الكتابة كما نرى عند قبائل “الوي” التي تقيم عند “سيراليون”.
أما ما يوصف به الإنسان الزنجي من التقصير في علوم الهندسة والفلك وغيرها، فيجدر هنا أن نضع فكرة الظروف المحيطة، فمثلًا لم يلجأ الإنسان الزنجي بحكم طبيعة موطنه إلى الملاحة في البحار الواسعة حتى يضطر إلى البحث في علوم الفلك والظواهر الجوية، ويجدر العلم أيضًا أن الأمم التي نبغت في تلك العلوم إنما عرفتها لأنها لم تكن لتستطيع العيش في بيئتها لفترة طويلة بغيرها.
الفكرة من كتاب داعي السماء.. بلال بن رباح “مؤذن الرسول”
لكلِّ صحابيٍّ جليلٍ قصته في إسلامه التي جعلته رمزًا للمسلمين، لكن بلال (رضي الله عنه) كان أمره مختلفًا، ولعلَّ ما قد قوي به بعض الصحابة هو قبيلتهم التي لم تكن ترضى استباحة دمهم ولو تركوا الوثنية واتجهوا إلى الإسلام، لكن بلالًا لم يكن له أحد، بلى ولكن كان معه الواحد الأحد.
أراد العقاد أن يختلف هذا الكتاب عن سلسلة العبقريات، فخصَّصه لدراسة متعمِّقة في العنصرية وتاريخها وبشكل خاص الجنس الأسود “الزنجي”، وذلك قبل أن يبدأ في تاريخ هذا الصحابيِّ الجليل الذي صاحَبَ النبيَّ في كل خطوةٍ، وكانت آخر كلماته “غدًا نلقى الأحبة”.
مؤلف كتاب داعي السماء.. بلال بن رباح “مؤذن الرسول”
عباس محمود العقاد: هو أديب ومفكر وشاعر مصري، وعضو سابق في مجلس النواب بمصر، يُعتبر أحد أبرز كُتَّاب القرن العشرين في مصر، وأحد الموسوعيين الذين قرأوا في مختلف العلوم الإنسانية، كما أثرى المكتبة العربية بأكثر من مائة كتاب في مجالات متنوِّعة، ومن أهم مؤلفاته:
سلسلة العبقريات.
هتلر في الميزان.
التفكير فريضة إسلامية.