التركيز في أثناء القراءة
التركيز في أثناء القراءة
فقد التركيز شكوى دائمة وشائعة بين القراء وبخاصةٍ في بداية طريقهم، وقد تؤدي بالقارئ إلى ترك القراءة تمامًا والتوهُّم بانعدام الجدوى، رغم أن الملل وفقد التركيز بعد مدة من الزمن أمر مفهوم ويمكن التغلب عليه بوسائل بسيطة، أولها وأهمها أن يذكِّر القارئ نفسه بالدافع الذي يقرأ من أجله مثل القراءة لإنجاز مهمة في العمل أو واجبات الدراسة أو لاكتساب مهارة جديدة، ويحفز القارئ نفسه بالتشجيع اللفظي مثل: أنا أقدر على إنهاء هذا الكتاب، وتخيل الانتهاء من مهمة القراءة والفائدة التي سيجنيها في النهاية، والإحساس بالشعور الذي سوف ينتابه بعد الإنجاز.
التشتيت عدو الإنجاز وباب انعدام التركيز الأكبر، والتشتيت إما أن يكون خارجيًّا نابعًا من البيئة المحيطة أو داخليًّا بسبب تشتت أفكار القارئ، فيجب أن يحرص القارئ على تهيئة جو خارجي خالٍ من المشتتات قدر الاستطاعة، وأن يهيِّئ بيئة صحية للقراءة يحرص فيها على الإضاءة والجلسة الصحيحة التي تدفع الكسل والخمول، وكذلك الهدوء والبعد عن الأماكن المشتتة مثل الحدائق العامة والطرقات المزدحمة، أما للتغلب على التشتت الداخلي فيجب على القارئ أن يركز كل جهده على مهمة القراءة ولا ينتقل عنها إلى أي مهمات أخرى، ولا حتى الانتقال من قراءة كتاب إلى كتاب آخر.
تقسيم القراءة من الوسائل المعينة على التركيز، فكلما أنجز القارئ جزءًا كان ذلك حافزًا ومشجعًا له على الاستمرار أكثر، كما أن ذلك معين على تمام الفهم لكل الأفكار المطروحة في الكتاب، لأن المخ أخذ الوقت المطلوب لاستيعابها، كما أن اختيار توقيت القراءة التي يكون فيه المخ في أنشط حالاته من أكثر ما يعين على التركيز في القراءة، والتوقيت يختلف من قارئ لآخر فمنهم من يفضل الصباح الباكر ومنهم من يفضل الليل الساكن.
الفكرة من كتاب قراءة القراءة
قد تكون القراءة من أصعب المهام التي يؤديها الإنسان، وهذا صحيح إلى حد كبير، لما تتطلبه من وقت وتركيز وتفكير، لكنها، في الوقت نفسه، الطريق الوحيد في أحيان كثيرة نحو الترقي والفهم؛ القراءة هي كلمة السر التي تفتح لك مغارات الكنوز في هذا العقل البشري، فهل تستطيع صبرًا؟
في هذا الكتاب يقدم الكاتب خطة عمل تطبيقية لكل مرحلة من مراحل القراءة، من تكوين عادة القراءة إلى العمل والانتفاع بما قرأته.
مؤلف كتاب قراءة القراءة
الدكتور فهد بن صالح الحمود الأستاذ المشارك بقسم الفقه بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة القصيم، تولى إدارة مركز البحوث الشرعية بالكلية، وكان عضوًا في مجلس إدارة الجمعية العلمية للمصرفية الإسلامية، واللجنة الشرعية لإعداد مشروع مدونة الأحكام القضائية.