عمياء تحل مسائل الجبر والهندسة!
عمياء تحل مسائل الجبر والهندسة!
في عام 1894 التحقت هيلين بمدرسة “رايت هوماسون” للصم، وفيها درست اللغة الألمانية والفرنسية والجغرافيا والحساب وتقدَّمت في دراستها كثيرًا، وأصبحت تكتب القصة القصيرة ببراعة وتقضي معظم أوقاتها في القراءة، والتي كانت السبب الثاني في انفتاحها على ما حولها في الماضي والحاضر، وبعد عامين التحقت بمدرسة كمبردج للبنات من أجل تأهيلها للالتحاق بجامعة هارفارد، وظلت معلمتها تلازمها أثناء الدروس وتتهجَّى على يدها ما يقوله المعلمون لأن هذه المدرسة لم تكن للصم، بل تأهيلية للجامعة وفيها ودرست التاريخ والأدب واللغات والجغرافيا والفيزياء والرياضيات، ونظرًا إلى صعوبة رؤيتها للرسوم الهندسية التي يرسمها المعلمون على السبورة اهتدت إلى فكرة ساعدتها على حل تمارين الهندسة، وتتمثل في تجهيز الأشكال الهندسية على قطعة قماش باستخدام أسلاك مستقيمة ومقوَّسة، وتغلَّبت على عقبة الرسوم الهندسية، وتابعت دراستها بتفوُّق وعزيمة حتى أنها كانت تنافس زميلاتها من فتيات قادرات على السمع والبصر، الأمر الذي جعل بعض معلميها من إعجابهم بتفوُّقها يتعلمون أبجدية الأيدي خصيصًا من أجلها لقراءة أسئلة اختباراتها على يديها، فكانت تكتب الإجابات على آلة كاتبة تكتب بطريقة برايل، واجتازت كل المواد وحصلت على درجات الشرف في الامتحانات، وواصلت رحلتها من أجل الاستعداد إلى دخول الجامعة.
الفكرة من كتاب قصة حياتي العجيبة
“قصة حياتي العجيبة” اسم على مسمى، تتناول سيرة حياة واحدة من أبرز الشخصيات والرموز الإنسانية في القرن التاسع عشر، لُقِّبَت بالمعجزة الإنسانية نظرًا إلى الظروف التي تغلَّبت عليها.. سيرة قلَّ أن نجد لها نظيرًا في زمنها أو زمننا، شخصية سيظل التاريخ يذكرها باعتبارها أول أديبة كفيفة حصلت على الليسانس، وأول شخص أصم وأبكم يتلقَّى تعليمًا كاملًا حتى المرحلة الجامعية.
كيف لفتاة حُرِمَت من نعمة السمع والبصر أن تصبح محط أنظار العالم، وتتابع الصحف العالمية والعربية أخبار تعليمها بشغف؟ هذا ما تحكيه هيلين في قصتها العجيبة التي ألهمت الكثيرين، وما زالت.
مؤلف كتاب قصة حياتي العجيبة
هيلين كيلر (١٨٨٠- ١٩٦٨) أديبة وكاتبة ومحاضرة أمريكية، وناشطة اجتماعية بارزة من المدافعين عن حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، مُنِحَت وسام الحرية الرئاسي، قال عنها مارك توين: “إن أعظم شخصيتين في القرن التاسع عشر هما نابليون بونابرت وهيلين كيلر”، لها أكثر من ثمانية عشر كتابًا، تُرجِمت مؤلفاتها إلى عدة لغات، ومن أشهر مؤلفاتها:
“The world l live in”
“My Religion”
“The open door”
” Light in my darkness”
معلومات عن المترجم:
محمد وهدان غريب: قاص ومترجم مصري حاصل على بكالوريوس العلوم الزراعية، ومن ترجماته: “موجز تاريخ العلم والحضارة في الصين”، و”صور أفريقية”.