مرحلة قهر الإعاقة المزدوجة
مرحلة قهر الإعاقة المزدوجة
حرصت معلمتها أن تجعل تعليمها أشبه باللعب منه بالدراسة، وبالفعل نجحت في ذلك وبسرعة أكبر مما تتوقَّع، فقد أحبت هيلين اللعب بهذا الأسلوب ومنه تعلمت الهجاء، وبعده تعلمت القراءة بطريقة برايل، فبدأ الأمر بإعطاء المعلمة لها قطعًا من الورق المقوَّى مدونًا عليها كلمات بحروف بارزة، تعلمت أن كل كلمة مطبوعة تعني شيئًا ما، حتى غطَّت لها كل شيء في الغرفة بقطع الورق وعلى كل ورقة اسم الشيء، وتعلمت كيف تجري العمليات الحسابية بطريقة بسيطة تناسبها، وذلك باستخدام مجموعة من الخرز منظومة في الخيوط، فلم يقف فقدانها السمع والبصر حائلًا أمام مسيرتها العلمية، فعلى الرغم من أن الصم يجدون من الصعب عليهم للغاية أن يتعلموا فن الحديث، وتتزايد هذه الصعوبة في حالة الأشخاص الذين يجمعون بين الصمم وكف البصر، إلا أنها لم تكتفِ عند هذا الحد بما تعلمته، فكانت تواقة إلى تعلم المزيد، فالتحقت بمؤسسة بركنز للمكفوفين، وهناك لأول مرة استطاعت هيلين تكوين صداقات مع أشخاص مكفوفين يشبهونها تلعب معهم ويفهمونها وتفهمهم وتتبادل معهم الحديث عبر وضع أصابعها على أصابعهم، هكذا كانوا يتبادلون الحديث عن طريق أبجدية اليد، ولأول مرة أصبح لديها أصدقاء قادرة على أن تتحدَّث إليهم ودون الحاجة إلى معلِّمتها تترجم لها ما يقوله الآخرون.
الفكرة من كتاب قصة حياتي العجيبة
“قصة حياتي العجيبة” اسم على مسمى، تتناول سيرة حياة واحدة من أبرز الشخصيات والرموز الإنسانية في القرن التاسع عشر، لُقِّبَت بالمعجزة الإنسانية نظرًا إلى الظروف التي تغلَّبت عليها.. سيرة قلَّ أن نجد لها نظيرًا في زمنها أو زمننا، شخصية سيظل التاريخ يذكرها باعتبارها أول أديبة كفيفة حصلت على الليسانس، وأول شخص أصم وأبكم يتلقَّى تعليمًا كاملًا حتى المرحلة الجامعية.
كيف لفتاة حُرِمَت من نعمة السمع والبصر أن تصبح محط أنظار العالم، وتتابع الصحف العالمية والعربية أخبار تعليمها بشغف؟ هذا ما تحكيه هيلين في قصتها العجيبة التي ألهمت الكثيرين، وما زالت.
مؤلف كتاب قصة حياتي العجيبة
هيلين كيلر (١٨٨٠- ١٩٦٨) أديبة وكاتبة ومحاضرة أمريكية، وناشطة اجتماعية بارزة من المدافعين عن حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، مُنِحَت وسام الحرية الرئاسي، قال عنها مارك توين: “إن أعظم شخصيتين في القرن التاسع عشر هما نابليون بونابرت وهيلين كيلر”، لها أكثر من ثمانية عشر كتابًا، تُرجِمت مؤلفاتها إلى عدة لغات، ومن أشهر مؤلفاتها:
“The world l live in”
“My Religion”
“The open door”
” Light in my darkness”
معلومات عن المترجم:
محمد وهدان غريب: قاص ومترجم مصري حاصل على بكالوريوس العلوم الزراعية، ومن ترجماته: “موجز تاريخ العلم والحضارة في الصين”، و”صور أفريقية”.