المرأة والحرية
المرأة والحرية
إن المرأة بطبيعتها كائن عملي جدًّا، تفكر في زينتها وفستانها ومطبخها ورجلها وأولادها ولا تعبأ بالقضايا الكبرى مثل الحرية والعدالة والفكر والفن، فهي تترك هذه الأمور للرجل وتشجعه وتدعمه فيها، لكنها لا تتحمل ولا تفكر في هذه الأمور، لأن بيتها هو العالم وأولادها هم الإنسانية وأي شيء ضد مصلحة بيتها وأولادها لا تستوعبه ولا تشعر به، وإن كان قضية أكبر وأهم من هذه الدائرة الصغيرة.
فيشير الكاتب إلى أن الخيال والتفكير النظري هما لعبة الرجل وليسا لعبة المرأة، ولذلك فإن الحضارة المادية عنت بهذه السيكولوجية عناية كبيرة في اجتذابها للمرأة، فأصبحت بيوت الأزياء والموضة تستدرج المرأة من هذه الثغرات وتقدم لها كل مظاهر الترف وتشغلها عن وظيفتها وعن دورها الأساسي في بيتها ومجتمعها؛ لأن المجتمع عمومًا والرجال خصوصًا ساعدوا الحضارة المادية على الوصول لمبتغاها أسرع، وذلك بأننا جنينا كل ذلك عليها بأن تسلطنا عليها بأنها للمطبخ وفقط ولا تصلح لغيره والرجل للمجتمع والفكر والفن.
فوصلت المرأة إلى حالة من الاهتمام الزائد المطغي بالمظاهر واللبس وغير ذلك من مظاهر الترف والانحلال.
وأخذت الحضارة المادية تبث في المرأة دعوى الحرية والانطلاق للمجتمع وأنها تصلح لكل شيء يفعله الرجال ولا تنقص عنهم في شيء، ولكننا نتحدث عن كائن ظل فترة طويلة مكبوتا في البيت لا ينظر إليه المجتمع على انه يصلح للخروج ولا التعامل ولا العمل ولا أي شيء سوى البيت والمطبخ، كائن ليس لديه أي فكرة عن كيفية استخدام الحرية وتطويعها فيما يناسبه، لكن ما حدث أنها عندما خرجت للمجتمع وتحررت وقعت في الانحلال وانفجرت بعد طول كبت، فيقول الكاتب إن نتيجة ذلك هو مائة سنة من الانحلال والانحراف، ولكنها بعد المائة سنة ستفهم أهمية القيم والمعنويات التي تخلت عنها وستفتقدها، فالحل الحقيقي لانصلاح حالها من جديد هو أن ننتظر الزمن لكن المرأة الذكية الفطنة هي التي توفر على نفسها كل هذا الوقت.
الفكرة من كتاب في الحب والحياة
يتحدث الدكتور مصطفى محمود في هذا الكتاب عن الحب الناضج السوي من جهة نظره، وأثر ذلك على جوانب الحياة المختلفة، ويوضح أيضًا العلاقة بين الرجل والمرأة وما يفكر فيه كل منهما والاختلافات التي تؤدي إلى الصراعات المتبادلة، وعن حقيقة الحياة ودور الإنسان فيها.
مؤلف كتاب في الحب والحياة
مصطفى محمود، طبيب وكاتب مصري ولد في الـ 27 من ديسمبر 1921، درس الطب وتخرج عام 1953، ولكنه تفرغ للكتابة والبحث.
ألف العديد من الكتب في مختلف الفنون، منها:
– رحلتي من الشك إلى الإيمان.
– الشيطان يحكم.
– عصر القرود.
– لغز الموت. وغيرها الكثير.
رحل عن عالمنا في الـ31 من أكتوبر عام 2009، بعد رحلة عطاء.