اكتشف نفسك في بيتك
اكتشف نفسك في بيتك
البشر لديهم دوافع دائمًا للاستمرار، وحاجات تحتاج إلى التلبية، وتتدرَّج تلك الحاجات عند الإنسان بترتيب محدد كالتالي؛ فالأولى حاجات أساسية حيوية مثل الأكل والنوم والشُرب، والثانية الحاجة إلى الأمان والحماية الحياتية، والثالثة الحاجة العاطفية من الحب والاشتياق، والرابعة الحاجة إلى تحقيق الذات والتحفيز والاهتمام، وهذه هي الدوافع النفسية المُحرِّكة للإنسان عمومًا.
وكما أن هناك دوافع مُحركة للإنسان فهناك سلوكيات أيضًا مُعطِّلة له في حياته الزوجية، وهذا نتيجة لبحث قامت به جامعة واشنطن تحت إشراف عالم النفس الأمريكي جون غوتمان، تحت عنوان “سر الحياة الزوجية السعيدة”، وقال إن هناك أربع سلوكيات خاطئة خطيرة على أي حياة زوجية وهي؛ احتقار الطرف الآخر، الانتقاد المستمر للطرف الآخر، الخوف والتحصُّن المستمر على أساسه من الطرف الآخر، الدفاع المستمر عن نفسك ضد الطرف الآخر، وهذا يؤدي إلى انعدام التفاهم بين الطرفين وقلة التناغم فكريًّا ونفسيًّا.
لذا فالزوجان في حاجة دائمة للسعي إلى اكتشاف أنفسهما وهناك اختبارات عديدة لذلك، وعدة أسئلة عليك أن توجهها إلى نفسك ومنها: كيف تعرف أنك شخص ناجح في حياتك الأسرية؟ وما معنى النجاح في الحياة الأسرية؟ وهل أنت مستعد للتضحية من أجل الطرف الآخر لتعيشا سعداء معًا؟ ماذا فعلت لتُحسِّن علاقتك مع الطرف الآخر؟ عليك البحث عن إجابات لتلك الأسئلة وتقيِّم نفسك على أساسها، وهل سألت نفسك مرةً أي شيء تحتاج الآن؟ وماذا تحتاج من شريك حياتك؟ وما حاجة شريك حياتك منك؟ وماذا تعرف عن شريك حياتك؟ هل لديكما أهداف مشتركة؟ وغيرها من الأسئلة، هناك اختبارات عديدة من الممكن البحث عنها على الشبكة الإلكترونية مثل اختبار القلق والتوتر، واختبار السيطرة الزوجية، واختبار الصحة النفسية، واختبار التخطيط، واختبار قوة ردود الأفعال، واختبار الحياة الزوجية السعيدة، وهناك اختبار للزوجين بشخصيهما كأزواج مثاليين أم لا، واختبار التواصل بينك وبين أبنائك، وغيرها من الاختبارات والاستشارات الأسرية التي أصبح من السهل الوصول إليها، لأن الحاجة إلى الفحص الدائم والأسئلة لا تشكِّل عبئًا على علاقتك الأسرية بالعكس فهي مؤشر جيد منك للإصلاح دائمًا والبدء بإصلاح نفسك.
الفكرة من كتاب إدارة البيوت والأزمات المنزلية
البيت مثل السفينة التي تحتاج إلى قائد يُدرك كيف يُبحر بها، معه مُرشد كالخريطة وعوامل مساعدة لتنجح عملية الإبحار الخاصة به، يتجنَّب عواصف البحر وينتفع من كنوزه كذلك، قبطانا السفينة فيما يخص البيت هما فردان في منظومة واحدة، أي الوالدين؛ إذ يجب أن يُحركا البيت بهُدى وعلى غاية واحدة، ومثل قبطان السفينة وأعوانه وما بينهم من هدف مشترك وتربطهم علاقة عمل ومحبة أيضًا، كذلك الأبوان، وهذا ما يجعل بناء البيت يُقام أيضًا على علاقة أوثق هي الحُب والتآلف والتفاهم بين أفراد الأسرة جميعًا، والبيت في محتواه دافئ يحمي الصغار والكبار من ريح الحياة وعواقبها، يجب أن يكون هذا هدف الوالدين؛ ألا يتركا بيتهما يُبنى من ورق أي عاصفة خرقاء تأتي وتُبعثره في مهب ريحها، إدارة البيت وفهم مسؤوليته وعواقب بنائه هذا ما يُرشدنا إليه هذا الكتاب حتى لا تأتي بعد فوات الأوان وتبكي قائلًا على لسان الكاتب: “كان لي سفينة كنت قائدها أبحرت بها على غير هدى في الوحل والطين فدمَّرتها بسوء إدارتي”.
مؤلف كتاب إدارة البيوت والأزمات المنزلية
الدكتور محمد فتحي: خبير التنمية البشرية والتطوير الإداري، وكاتب، وله مؤلفات أخرى منها: “البوصلة.. كيف تدير حياتك العملية والمهنية”.